طوقت مصالح الأمن بالعاصمة حيي 1600 مسكن وموني ببراقي، عشية أول أمس، لتوقيف أشخاص كانوا يخططون لحرب عصابات. واستطاع أعوان الشرطة حجز 5 قارورات ''مولوتوف'' جاهزة للاستعمال و5 أخرى فارغة، بندقية صيد بحرية، 8 سيوف، 10 قضبان حديدية وخشبية، 3 سكاكين، 3 لترات بنزين و10 أعمدة ''فوميجان'' تستعمل في البواخر وتصدر دخانا كثيفا. تفادت بلدية براقي، وبالتحديد حي 1600 مسكن وحي موني، حربا حقيقية كان يعد لها شبان من الحيين، بعد شجار وقع بين شابين تحول إلى مواجهة مفتوحة بين عصابات الحيين. وحسب خلية الاتصال لأمن ولاية الجزائر، فإن معلومات وردت إلى مصالح الأمن عن تحضير الطرفين لمواجهات كان ستستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، فتم إثر ذلك مباشرة تحقيق استخباراتي، مكن من تأكيد المعلومة وتحديد هويات الأشخاص الذين كانوا يخططون للمواجهة. وظل عناصر الأمن يترقبون الوضع من بعد، وانتظار الوقت المناسب لتوقيف المشبوهين. وزادت مخاوف مصالح الأمن من انفلات الوضع، بعد ورود معلومات تشير إلى مشاركة شبان آخرين قادمين من الأحياء المجاورة من بينها الحراش، لتدعيم صفوف المتناحرين. وتقول نفس المصادر إن طبيعة الحي دفعت المحققين لتمديد عمر التحقيق لتحديد هوية المشتبه فيهم بدقة، وتفادي وقوع صدامات بين المواطنين ومصالح الأمن، ليتم التخطيط للقيام بمداهمة خاطفة، تمت بالتنسيق بين أمن دائرة براقي وعناصر الشرطة القضائية، حيث تضيف نفس المصادر أن عملية توقيف المشتبه فيهم السبعة تمت بحضور قرابة 150 شخص من شبان الحي، غير أن العملية تمت في هدوء بفضل تحديد هوية الموقوفين مسبقا. يذكر أن الشبان السبعة يقطنون في الحيين المعنيين. وانتهت العملية أيضا بحجز الأسلحة البيضاء التي تم ذكرها آنفا، ما يشير إلى أنه كان يتم التخطيط لحرب دامية، الجديد فيها، فضلا عن الزجاجات الحارقة والسيوف، 10 أعمدة ''فوميجان'' من نوع خاص تستعمل في البواخر لطلب النجدة في حالات الطوارئ، خاصيتها أنها تفرز دخانا كثيفا، كانت ستستعمل في ''ساحة الوغى'' لمباغتة الخصم. واللافت في القضية أن الموقوفين السبعة تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، ما يشير من جهة إلى مدى اتساع رقعة العنف، وتواصل تراجع سن الانحراف من جهة أخرى. ولم تستبعد مصادرنا أن يتم توقيف أشخاص آخرين بعد التحقيق مع الشبان السبعة. وفي هذا السياق، أضافت نفس المصادر أنه بعد حادثة شبان ديار الكاف وتريولي بباب الوادي، تلقت مصالح الأمن تعليمات للضرب بيد من حديد ووأد أي قضية حرب عصابات في المهد، كما كان الحال في براقي. وظهرت حرب العصابات أو بالأحرى حرب الأحياء في الفترة الأخيرة، حيث تندلع شجارات دامية لأسباب تافهة تغذيها العصبية للحي وأبنائه أو الانتماء إلى مجموعات أشرار. الظاهرة دفعت أيضا، كما جرى في هذه القضية، لتفعيل العمل الاستعلاماتي لتفادي عامل المفاجأة.