أعلن وحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أن المؤسسة وضعت مخططا هاما لمراجعة أسعار التذاكر عبر خطوطها الداخلية والدولية نحو التخفيض دون أن يحدد تاريخ ذلك، وأشار بوعبد الله إلى أن الدراسة التي أشرف عليها شخصيا ستعتمد على الخطة التجارية للشركة، فيما سيتم تخفيض ثمن تذكرة الحج مستقبلا إلى 80 ألف دينار. تحدث ضيف ''فطور الصباح'' أمس عن دراسة تجارية أشرف عليها مؤخرا من أجل مراجعة أسعار تذاكر الجوية عبر خطوطها الداخلية والدولية، مشيرا إلى أن ''الأسعار ليست مرتفعة لكننا سنقوم بتحسينها''. وأكد بوعبد الله أنه منذ تنصيبه على رأس شركة الجوية الجزائرية، منتصف سنة 2008، حافظ على استقرار الأسعار المصادق عليها من قبل وزارة النقل ولم يقم برفعها، لكن وبعد الدراسات التي تمت مؤخرا، يضيف وحيد بوعد الله، ''قررت مراجعتها على نحو تخفيضها''، مادام، يؤكد مصدرنا، أن أرباح الشركة بلغت 4 ملايير دينار، مشيرا إلى أنه يعارض من يقول أن الأسعار التي تطبقها الجوية الجزائرية مرتفعة، واعترف أن نصف ثمن التذكرة خاضع للرسوم وهو ما يجعلها مرتفعة نوعا ما. وفي سياق متصل، أكد الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية أنه سيتم مستقبلا مراجعة سعر تذكرة الحج التي تبلغ حاليا 90 ألف دينار، بالقول أنه ''بإمكاننا تخفيضها إلى 80 ألف دينار''. من جهة أخرى أكد بو عبد الله أن عمليات التفتيش التي يقوم بها مفتشو الطيران المدني الأوروبي دورية وتركز على أدق التفاصيل المرتبطة بالسلامة والأمن في الطائرات، مشيرا إلى أن الملاحظات المقدمة كانت تخص دائما التفاصيل، ولكن لم يتم أبدا حجز أو تقديم ملاحظات حول مشاكل خطيرة أو كبيرة تمس المحركات أو تمثل خطرا على الطائرة وسلامة الركاب. وكشف بو عبد الله أن الجوية الجزائرية سارعت إلى تشكيل فريق متخصص للتفتيش والمراقبة لضمان فعالية أكبر ومراعاة كافة الملاحظات المقدمة. وقد استفادت الشركة من مساعدة فرنسية في مقاييس المراقبة وضوابطها لضمان توافق المقاييس المعتمدة دوليا، مضيفا ''حاليا نقترب من هذه المقاييس، ولكن نعترف بأننا بحاجة إلى التحسين أكثر''، مشيرا إلى أنه ''حينما التقينا باللجنة الأوروبية للطيران المدني شددنا على أن أسطولنا ليس بخردة وأننا نقوم بتطبيق معظم المقاييس، كما طوّرنا الجوانب الخاصة بالصيانة، وأن مجهودات كبيرة بذلت لتصحيح كافة النقائص المسجلة''.. وهو ما نال استحسان وقبول الجانب الأوروبي الذي سيقدم دعما ومصاحبة تقنية ابتداء من فيفري المقبل لتحسين الوضع أكثر. كما تم تأسيس فرقة خاصة للمفتشين الذين تعهد إليهم مهمة التحري عن كافة الشروط والضوابط وتحرير كل شيء، فضلا عن تعيين مديرية للنوعية. وعن اللقاء المنظم في بروكسل أكد بو عبد الله ''لقد نظمت عدة لقاءات منها واحد مفتوح وقدمنا خلاله مخطط للمخاطر وتقييم المخاطر، ملاحظات هذا الجانب طبعا لا تخص الجوية الجزائرية بل هيئة الطيران المدني لأنه ملف ثقيل ومعقد''. وفيما يتعلق بمعاناة الحجاج الجزائريين أثناء العودة من مطار جدة، أكد أن السبب الرئيسي يعود لعمال المطار والذين يحمل أغلبهم الجنسية المصرية، حيث يتعمدون تأخير موعد التحاق المسافرين بقاعات الركوب، مشيرا إلى أن المطار يحوي 8 قاعات ركوب خصص 4 منها للسعوديين والمصريين، فيما خصص البقية ''4 قاعات ركوب'' لجميع الحجاج من مختلف أصقاع العالم. تجديد أسطول الجوية بتغيير 32 طائرة قديمة أعلن وحيد بوعبد الله عن تجديد أسطول الجوية الجزائرية، حيث انطلقت العملية باستيراد 7 طائرات جديدة من نوع بوينغ 800/737 وصلت منها ثلاث طائرات في انتظار وصول الأربعة المتبقية تباعا سنة 2011، على أن يتم تغيير كل الطائرات القديمة تدريجيا. واعتبر المتحدث قرار تجديد الأسطول من بين الأولويات خاصة وأن مجمل المشاكل التي تعرضت لها الشركة سببها الطائرات القديمة المستعملة منذ 20 سنة، حيث كان عددها 21 طائرة وأضيفت لها 11 طائرة أخرى، موضحا أن عدد طائرات الجوية تقلص بسبب التخلي عن خدمات بعض الطائرات التي لم تعد تتوفر على المعايير اللازمة للطيران والمطابقة للمعايير الدولية، ففي حين كانت 41 طائرة في 2002 أصبحت اليوم 39 طائرة باحتساب الطائرات الجديدة. وبخصوص مصير هذه الطائرات القديمة ذكر محدثنا أن عملية التفكيك ستباشر ليتم بيعها كقطع غيار في المزاد العلني بعد فتح مناقصة وطنية لذلك، والتي تسمح بربح 15 مليون دولار، مؤكدا على نجاح العملية التي ستكون المخرج للتخلص من الطائرات القديمة والسماح بتدعيم الأسطول الجوي بطائرات جديدة، وعن هذه الأخيرة ذكر بوعبد الله أن الجوية الجزائرية تعمدت اقتناء طائرات من نوع بوينغ لاحتوائها على نفس نظام الطائرات السابقة لتسهيل عملية قيادتها من قبل الطيارين الذين تعودوا على هذا النوع، فقط الاختلاف، يضيف المتحدث، يتمثل في بعض المستجدات الرقمية المواكبة للتطور التكنولوجي، التي ستحتاج فقط إلى تكوين طفيف للطيارين داخل الوطن للتحكم فيها. الشركة تتحمّل مسؤولية التأخر اعترف ضيف ''فطور الصباح'' أن الجوية الجزائرية تتحمّل مسؤولية التأخر، التي أوعزها للعامل البشري أكثر منها لأسباب تقنية. وقال السيد بوعبد الله ''هناك عدة عوامل لما تجتمع تتسبب في حدوث تأخر، غير أن الشركة تتحمّل 70 بالمائة منها''. وأضاف ''الأمر لا يتعلق في أغلب الأحيان بعطب يتسبب إصلاحه تعطيل الرحلة، وإنما لعوامل بشرية، فدردشة بين ميكانيكي مع أحد أعضاء الطاقم، يضاف إليها تأخر ركوب أحد أعضاء الطاقم... والخ، تتسبب في تأخر إقلاع الطائرة''. السبب الآخر الذي تحدث عنه بوعبد الله، يعد أهم أسباب تسجيل تأخر مواعيد إقلاع ووصول الرحلات، يتعلق بمواعيد الركوب، حيث قال ''ربما نحن الشركة الوحيدة التي تنتظر ركابها إلى ما بعد موعد الإقلاع المحدد، ما يتسبب في تسجيل تأخرات خاصة على مستوى المطارات الأجنبية، حيث تفويت موعد الإقلاع يحتم على الرحلة انتظار موعد آخر. فهذا الأمر يعد من تركيبة الشخصية الجزائرية، فمسؤولي الرحلات يفضلون انتظار الركاب المتأخرين''. لضمان رحلات نحو الساحل الجوية الجزائرية تستعيد قاعدتها في تمنراست كشف وحيد بوعبد الله أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية ستفتح خطوطا جديدة داخلية ودولية، ويتعلق الأمر بخطوط تندوف، قسنطينة وتندوف عنابة، بالإضافة إلى تمنراست باريس وتمنراست ورفلة، كما أعلن عن قرب استعادة الجوية الجزائرية لقاعدتها في تمنراست التي كان يستغلها الجيش الوطني الشعبي، والتي ستخصص كقاعدة جوية للخطوط بين تمنراست ودول الساحل الإفريقي. وقال مسؤول الجوية الجزائرية إن قاعدة تمنراست الجوية ستكون جاهزة نهاية 2011 وستعتمد على طائرات صغيرة ''أ تي أر'' لعمليات الشحن وتصدير المواد الغذائية لدول الساحل الإفريقي، وهي مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا، كما سيتم إلى جانب ذلك تخصيص مصالح شحن على مستوى عدة مطارات من أجل تسهيل عملية تصدير المواد الغذائية إلى الخارج. وفيما يتعلق بالخطوط الدولية الجديدة التي سيتم فتحها مستقبلا، أعلن بوعبد الله أن خط الجزائرنيويورك سيكون عمليا بعد شهرين، وهو خط راق وليس تجاريا، حيث سيتم الشروع في رحلتين أسبوعيا، إلى جانب خط الجزائرمونريال الذي أكد بشأنه بوعبد الله أن اجتماعا تنسيقيا عقد مع المعنيين لرفع عدد الرحلات، حيث وافقت سلطات مونريال على الأمر وتم رفع عدد الرحلات إلى 5 أسبوعيا بعدما كانت رحلتين فقط. وفيما يتعلق بخط الجزائر شنغهاي فقال ''نحن نفكر في الأمر منذ مدة، ولدينا حلان: إما تحويل رحلة بكين على شنغهاي أو فتح خط مباشر جديد نحو شنغهاي''، مشيرا إلى أن الشركة الصينية ''هنين أيرلاينز'' فتحت خطا جويا بين بكينوالجزائر مرورا بالدوحة. أما الخطوط الداخلية، فسيتم فتح خطين من تندوف إلى كل من قسنطينةوعنابة ومن تمنراست وجهة دولية نحو باريس وأخرى داخلية نحو ورفلة. الجزائر: مصطفى بامون البنوك والبيروقراطية تعيق عملية اقتناء قطع الغيار للطائرات اعتبر السيد بوعبد الله المشكل الحقيقي لا يكمن في فرض الاعتماد المستندي، بل في عمل البنوك والبيروقراطية التي تلازم عملية اقتناء قطع الغيار لفائدة الطائرات الجزائرية والتي تكون طارئة ومستعجلة، مضيفا بأن الجوية الجزائرية تجد صعوبة في اقتناء قطع الغيار بسرعة ما يتسبب في توقف الطائرات لأنه يفرض عليها لشراء قطعة غيار شهادة مطابقة، التي طالبنا، يقول بوعبد الله، بنزعها.. فشركات الطيران منها بوينغ ترفض دفع 700 دولار مثلا لشهادة مطابقة لتسليم قطعة تقدر بعدة دولارات فقط. وتضطر الشركة إلى إيجاد بدائل غير اعتيادية لمواجهة هذا الوضع، رغم أن الخدمات معفية من هذا الإجراء. الولاياتالمتحدة تساند الطرح الجزائري في رسم الكربون أشار بو عبد الله إلى أن الولاياتالمتحدة دعمت الطرح الجزائري الخاص بفرض رسم الكربون من قبل الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن طائرة جزائرية مثلا تتوجه من تمنراست إلى باريس مجبرة على دفع رسم يحسب من مطار انطلاقها، بينما كان لزاما حساب الرسم ابتداء من العاصمة إلى الدولة الأوروبية، ولأن الأسطول الأمريكي كبير جدا، فإن الرؤية الأمريكية جاءت مطابقة للطرح الجزائري، لأنه يفرض عليها أيضا دفع الرسم انطلاقا من المطارات الأمريكية، مؤكدا أن لقاء مونريال حاول إيجاد تسوية من أجل إعفاء الدول التي تمثل نسبة انبعاث تقل عن 1 بالمائة، وهي المجموعة التي تنتمي إليها الجزائر. حركة التغييرات والتحويلات ستتوسع أكد المسؤول الأول عن الجوية الجزائرية أن حركة التغييرات والتحويلات التي تمت مؤخرا على مستوى بعض المديرين ستتوسع لاحقا لتشمل العديد ممن يثبت تقاعسهم في أداء مهامهم. وقال وحيد بوعبد الله إنه يجب أن يفهم الجميع أننا تحت أنظار وضغط الأوروبيين، فالكل مطالب بأداء مهامه على أحسن وجه، مهددا الذين يثبت إهمالهم وتقاعسهم في عملهم بالفصل النهائي. وقال ''لن أكون اجتماعيا مستقبلا، سأكون صارما. فالمدير الذي لا يتكفل بمشاكل مديريته لا أحتاجه يعمل في الشركة''، يضيف بوعبد الله. حركة احتجاجية أثناء ''فطور الصباح'' أفادنا ضيف فطور الصباح، أثناء حديثه، أنه في الوقت الذي يجيب فيه عن أسئلتنا، شنّ عمال الشركة على مستوى مطار هواري بومدين حركة احتجاجية، بعد تشديد إجراءات التفتيش عقب قضية محاولة تهريب 300 ألف أورو، تورط فيها عدد من عمال الشركة. وقال وحيد بوعبد الله إنه يتفهم غضب العمال بعد تشديد إجراءات التفتيش من قبل مصالح الأمن، بعد كشف قضية محاولة تهريب 300 ألف أورو تورط فيها عمال من الشركة، غير أنها إجراءات ضرورية لوضع حد للتجاوزات، كما أضاف أنه لا يستبعد أن يعود العمال إلى مناصبهم بعد ساعات، وأضاف أنه سيتحدث مع المدير العام للأمن الوطني، لإيجاد أحسن صيغة لتفادي أي مشاكل دون المساس بأهمية الإجراءات الأمنية.