تنطلق، ابتداء من الأسبوع المقبل، فعاليات المهرجان المحلي ''الموسيقي والأغنية القبائلية''، في طبعته الثالثة، بدار الثقافة لبجاية التي ستشهد تكريم ألمع أعمدة الأغنية القبائلية فضلا عن الحاجة شريفة والشيخ المهدي. تشارك في إحياء فعاليات المهرجان كوكبة من المغنين، يتقدمهم الشيخ سيدي بيمول الذي أطلق، حديثا، ألبوما جديدا وسمه ب ''الجزائر.. باريس.. بوزفان''، عبد القادر بوحي، بوجمعة أقراو، إضافة إلى فرق غنائية محلية تؤدي الأغنية القبائلية وأخرى قادمة من العاصمة، البويرة، تيزي وزو، برج بوعريريج وبومرداس. وتسلط المحاضرات التي ستقام على هامش المهرجان، الضوء على موضوع ''البحر'' ومكانته في الأغنية القبائلية، إلى جانب دور الهجرة في تطوير الأغنية والشعر القبائلي، ينشطها الباحث الجامعي جميل عيساني. كما يسجل الفن الرابع حضوره في الفعاليات من خلال عرض الإنتاج الجديد للمسرح الجهوي عبد المالك بوفرموح ببجاية، الحامل عنوان ''أكين إلبحر'' بمعنى ''ما وراء البحر''. ويأتي تكريم الحاجة شريفة باعتبارها مرجعا مهما للتراث الغنائي والموسيقي القبائلي، حيث لا تكاد ذاكرة الخالة ''وردية بوشملال''، الاسم الحقيقي للفنانة، تقوى على تذكر رصيدها الغنائي الذي يضم ما يفوق 800 أغنية، أنتجتها منذ مغادرتها لأقبو في سنة 1944، هاربة من الفقر واليتم وسوء المعاملة التي عاشتها. وكانت ''بقى على خير أقبو'' الأغنية التي صنعت شهرتها، وظلت مأساتها موضوع أغانيها، تتخللها لحظات حزن وفرح. أما الشيخ المهدي، الاسم الفني للمغني القبائلي علام مهدي، فقد فقدته الساحة الفنية منسيا في السنوات الأخيرة من حياته، بعدما عانى من مرض عضال، وتوفي بمستشفى سيدي عيش، تاركا وراءه رصيدا موسيقيا تطبعه ''أفمى روح خطويي'' بمعنى ''أخي دعني وشأني''، ''إغوبلان قوان'' أي ''الكثير من المعاناة''... إضافة إلى أغانٍ أخرى كانت موضوع اقتباس العديد من المغنين.