يقول مانديلا العرب، سمير القنطار، الذي نزل ضيفا على ''الخبر'' إن أطروحة ''الردع الإسرائيلي التي يقوم عليها الكيان في المنطقة لم تعد قائمة وغير مجدية''. ويُذكرنا بدحره هذا الجيش في 2000 عندما أخرجته المقاومة من لبنان، وفي 2006 عندما حاول إقناع الرأي العام الداخلي بأنه مازال هو الأقوى في المنطقة. لذا يرى القنطار أن الحرب مع إسرائيل ''آتية لا محالة'' والمقاومة جاهزة لخوضها في أي لحظة. ''فالمقاومة تعمل ليل نهار لضمان النصر، وقدراتنا تضاعفت عشرات الأضعاف''، يضيف المتحدث. أحضّر مع المقاومة اللبنانية للحرب القادمة مع إسرائيل عبر عميد الأسرى العرب، سمير القنطار عن قناعته بأن الحرب قادمة مع إسرائيل، وستحصل في يوم ما، مبرزا بأن إسرائيل تسعى إليها من أجل رد الاعتبار لأسطورتها، بأنها القوة التي لا تقهر. غير انه شدّد بأن هذه الحرب ستحسمها المقاومة لصالحها لأن حزب الله، حسبه، أصبح أقوى مما كان عليه في الحرب التي خاضها في 2006 تسليحا وبشريا. وقال الأسير المحرر في رده على سؤال بخصوص توقعاته حول حرب تهدد بها إسرائيل ضد المقاومة: ''إن الحرب مع العدو الصهيوني حتمية وأنها قادمة، لأن العدو لا يتحمل هزيمته في حرب جويلية 2006 أمام المقاومة كما لا يتحمل طرد المقاومة له من الجنوب اللبناني، لأنه يعتمد في عقيدته على قوة الردع ولا يسلم بالانهزام''. مبرزا في السياق بأن قاعدة قوة الردع ووطن الرفاه قد تخلخل بعد حرب 2006 إذا أين مقولة الوطن مادام أن العدو الصهيوني لم يستطع أن يهزم قوة صغيرة''؟ مضيفا: ''المقاومة خاضت الحرب ب4000 مقاتل، مقابل 30 ألف جندي صهيوني واستخدموا كل طاقتهم العسكرية وضربوا ب170 ألف قذيفة، في حين استخدموا 70 ألف قذيفة فقط في حرب 1973. وهذا في بقعة جغرافية أصغر ورغم ذلك هزم''. وأكد سمير القنطار الذي ينشط حاليا ضمن صفوف المقاومة في الجنوب اللبناني، بأن: ''العدو الصهيوني يحاول أن يعيد التوازن ويعيد واسترجاع قوة ردعه وإعادة الثقة للعالم الذي يراهن على إسرائيل في المنطقة''. غير أن المتحدث أكد أن كل حسابات إسرائيل لن تفلح، وستسقط في الماء لأنه، حسب تقديره، المقاومة جاهزة لأي عمل عسكري مستقبلا، بالقول:'' إن المقاومة تعمل ليل نهار من اجل الحفاظ على جاهزيتها وإنجازاتها وقواتنا البشرية تزايدت جدا جدا جدا.. وكذا قواتنا التسلحية، واطمئن بأن نتائج أي حرب ستكون طيبة لنا. وهذا ما يؤكده سماحة السيد نصر الله لأن ما يقوله لا يرتكز على شعارات، بل على حقائق في الميدان''. الحرب الأهلية لن تكون في لبنان لأن القوى الأساسية ضدها ومثلما عبر القنطار على إيمانه بأن الحرب مع إسرائيل أمر حتمي، عبر عن إيمانه أيضا بأن الحرب الأهلية في لبنان لن يكون لها موطأ قدم في بلده، مستدلا في ذلك بحكم أن القوى السياسية في البلد هي ضد الحرب، غير انه أكد أن هناك جهات داخل البلد وخارجه تسعى لذلك من أجل أن تضر بالمقاومة ونزع سلاحها خدمة لإسرائيل. وحذر بالمقابل من أطراف تسعى إلى إشعال نار الفتنة بين اللبنانيين. ولم يستبعد سيناريو وقوع تفجيرات في المكان التي تتواجد بها القوى اللبنانية حتى يتم هناك تبادل للاتهامات، وبالتالي الوصول إلى التناحر، لكنه أكد في نفس الوقت بأن المقاومة مطمئنة على الجبهة الداخلية بأن هناك وعيا لدى الأطراف الفاعلة بالرهانات التي يواجهها لبنان. كما حذر من خطر القرار الظني للمحكمة الدولية المرتقب صدوره بخصوص مقتل الشهيد رفيق الحريري. وأكد بأنه يراد أن تكون قراراتها غطاء لأن تضرب إسرائيل لبنان تحت حجة تنفيذ القرارات التي أدرجت ضمن الفصل السابع للأمم المتحدة الذي يبيح باستعمال القوة العسكرية لتطبيق القرارات الأممية. من هو سمير القنطار من مواليد 1962 بلبنان، التحق بجبهة المقاومة الفلسطينية. في عام 1979 قاد عملية جهادية في عمق التراب الإسرائيلي، مع عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد وأحمد الأبرص، قصد اختطاف عسكريين إسرائيليين واستبدالهم فيما بعد بأسرى المقاومة المحتجزين بإسرائيل. بواسطة زورق مطاطي دخلوا مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل التي يقطنها ضباط كبار وعائلاتهم. اشتبكوا مع دوريات إسرائيلية وقتلوا إثنين. ثم اقتحموا بيتا ليختطفوا شخصا لكن هذا الأخير أصرّ على أن تبقى معه ابنته فأخذوهما وحاولوا ركوب البحر. لحق بهم العساكر وبعد اشتباك قتل 6 أشخاص من بينهم الرهينتان وأصلان والمؤيد. وألقي عليه القبض مع الأبرص. وخلال مكوثه في السجن واصل دراسته وتحصل على بكالوريوس وتعلم العبرية التي يعتبرها اليوم ''سلاحا'' يمكنه من محاربة العدو، كما قال. وأطلق سراحه في 2008 في عملية لتبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل. ''لا خيار لإسرائيل سوى الرضوخ لمطالب حماس بشأن الأسير شاليط'' قلّل الأسير اللبناني الأشهر سمير القنطار من الخبرة العسكرية للجندي الإسرائيلي الأسير حاليا لدى حركة حماس الفلسطينية، جلعاد شاليط. واعتبر القنطار أن ''إسرائيل مجبرة على الرضوخ لمطالب حماس، والعدو يطالب بإطلاق سراح هذا الجندي ليس حبا فيه وإنما ليحافظ على تماسك مؤسسة الجيش فقط''. وبالنسبة لأقدم أسير لبناني، فإن ''إسرائيل لا تملك سوى الجيش كمؤسسة قوية بعدما فشلت في خلق مجتمع متجانس، تشكل من خليط من المهاجرين ذوي العادات والأفكار المختلفة''. ويأتي إصرار إسرائيل على المطالبة بالإفراج عن شاليط ''في سياق الحفاظ على صورة الجيش الذي لا يفرط في جنوده قط''. أما بخصوص مصير هذا الجندي الإسرائيلي، فقال القنطار بكل وضوح أن ''حركة حماس لديها مطالب واضحة والعدو الإسرائيلي سيرضخ لها لأنها يفتقد للصبر''. ''قصتي مع نصر الله طويلة وحميمية '' أكد سمير القنطار أنه ينتمي الآن إلى الجسم الجهادي لحزب الله المتمثل في المقاومة الإسلامية في لبنان، حيث يمضي معظم وقته في المقاومة وتجهيزها. وأضاف أنه لحظة إطلاق سراحه حاول الإسرائيليون إجباره على ارتداء لباس مهين، لكنه رفض وهدد بإلغاء التبادل، وظلت المفاوضات بهذا الشأن لمدة ثلاث ساعات قبل أن يخضع الإسرائيليون لشروطه. وكشف القنطار أن علاقته مع السيد حسن نصر الله تمتد إلى 10 سنوات سابقة وبدأت بطريقة سرية منذ عام ,1998 مشيرا إلى أنه سمع بإعلان نصر الله أن ''حزب الله لن يترك أي أسير في المعتقلات''، وتأكد أن يوم الحرية صار قريبا، مشيرا إلى أن نصر الله عرض نفسه للخطر في لحظة إطلاق سراحه. وهو رجل لا تمل منه ولو جلست إليه 30 ساعة أو 30 عاما. وأكد سمير القنطار أنه يحمل شهادة البكالوريوس تحصل عليها في الأسر، وأوضح أنه نفذ رفقة الأسرى عددا من الإضرابات من أجل حق الحصول على الكتب والتعليم، مما أجبر الإسرائيليين على الرضوخ لمطالبهم وتسجيلنا في جامعات بالعبرية بالمراسلة على أن تدفع عائلاتنا مستحقات التسجيل، مشيرا إلى أنه يعرف اللغة العبرية وهي سلاح بالنسبة له تمكنه من الاستماع بشكل يومي إلى اتصالات الجيش الإسرائيلي بالراديو. الشعب الفلسطيني يستحق قيادة أفضل من فتح وحماس وصف عميد الأسرى العرب، سمير القنطاروضعية الشعب الفلسطيني التي يمر بها حاليا بالمأساوية بسبب انقسام الصف الفلسطيني، الذي حمل مسؤوليته إلى حركتي حماس وفتح اللتين لم تتحليا بنكران الذات من اجل مصلحة القضية الفلسطينية، حسب تقديره. وقال القنطار في سؤال حول الوضع الفلسطيني الراهن: ''إن الشعب الفلسطيني يستحق قيادة أفضل وأخلص من القيادة الحالية، لأن بقاء الحال على حاله سيبقي الفلسطينيين يعانون إلى ما نهاية''. وأوضح القنطار بأن الشعب الفلسطيني: ''وجد نفسه بين حركة فتح التي هرولت نحو المفاوضات وحركة حماس التي تبحث عن السلطة قبل الوصول إلى التحرير، في وقت أن السلطة تكون بعد التحرير''، مضيفا: ''كان يجب أن تبقى القضية الفلسطينية مقدسة فوق كل الاعتبارات لأن أي حركة تحرير تبحث عن السلطة قبل التحرير، لن تصل إلى أهدافها''. ''الجزائر هي الأب الروحي للمقاومة العربية والإسلامية'' أكد سمير القنطار أنه يحمل صورة مشرقة عن الجزائر قبل أسره وخلال فترة السجن وبعد تحريره. وقال القنطار: ''الجزائر هي الأب الروحي لمشروع المقاومة العربية والإسلامية في العصر الحديث، والشعب الجزائري جزء من تاريخ المقاومة المشرفة''. مشيرا إلى أن روح الثورة الجزائرية الممتدة من الأمير عبد القادر حتى ثورة أول نوفمبر شكلت تجربة فريدة ونقلة نوعية في مشاريع مقاومة الاحتلال، مما جعلها ''منبع استلهام واحترام المقاومين''. وأشار إلى أن الثورة الجزائرية ''دحرت الاحتلال الفرنسي الكولونيالي الذي ظل في الجزائر منذ 1830 وتمكنت من طرده في ظرف سبع سنوات بين 1954 إلى ,1962 إذ هي ثورة عملاقة تفرض على الجميع احترامها''. والدليل على ذلك أن مجاهدا جاء ليلتقط صورة تذكارية معه لمّا علم بوجود مقاوم لبناني بالجزائر، يقول القنطار. وأكد القنطار أنه تعرف على الثورة الجزائرية من خلال الكتب، وذكر في هذا السياق الكتاب الذي يتضمن حوارا مطولا مع الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، والذي ألفه الكاتب لطفي الخوري، كما أبدى القنطار إعجابه الشديد بكتابات الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار، وقال إنه قرأ أغلب الروايات التي ألفها هذا الأخير، ذكر من بينها '' عرس بغل '' و''العشق والموت في الزمن الحراشي'' و'' اللاز'' ورواية '' الزلزال '' و''الحوات والقصر''، كما أكد أنه قرأ بانبهار كبير قصة ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' للطاهر وطار. وأكد القنطار أن عددا من المقاومين الجزائريين كانوا منخرطين معه في نفس تنظيم حركة التحرير الفلسطينية في بيروت، وبعضهم نفذ معه عمليات فدائية. مشيرا إلى أنه لم يعد يذكر أسماءهم بفعل السنوات ال30 التي قضاها في الأسر والتي ضمنها كتابه الذي صدر في بيروت تحت عنوان ''قصتي''، وأعلن اتفاقه المبدئي مع ''الخبر'' لتنظيم حفل بيع بالتوقيع في الجزائر قريبا . الياباني كوزوموتو موجود في لبنان وتحت حماية حزب الله قال سمير القنطار إن المقاوم الياباني كوزوموتو الذي التحق بالمقاومة الفسلطينية في لبنان وأسرته إسرائيل يوجد في لبنان بعد إطلاق سراحه. وقد حصل على الجنسية اللبنانية. مؤكدا أنه يلتقي به بين الفترة والأخرى، وأكد أن كوزوموتو يوجد تحت حماية حزب الله تكريما لمساهمته في المقاومة.