تأثر ثلاثة أصدقاء بمشاهدة فيلم حركة أمريكي تدور أحداثه حول سطو مسلح على محل لبيع المجوهرات، وتابعوا جيدا التفاصيل، ليقرروا أن يكونوا أبطالا لعملية السطو في الواقع، ثم مغادرة البلاد في نهاية أرادوها مشابهة للفيلم الأمريكي. وقّع الأصدقاء الثلاثة أول صفحة في سجلهم الإجرامي بعد وضع خطة محكمة، ظنوا أنها ستنقلهم بسرعة إلى حياة الثراء، ومغادرة البلاد دون رجعة، ولم يفكروا للحظة أن خطتهم ''الهوليودية'' قد تقودهم إلى ما وراء القضبان. ولتنفيذ مخططهم تولّى الرأس المدبر ''م.م'' الذي لا يتجاوز الخامسة والعشرين، اختيار الهدف، فتنقل من مسقط رأسه ببوفاريك إلى الدويرة، وتجول بين أحيائها، إلى أن وقع اختياره على محل يقع في مكان معزول، وقرر أن يكون المكان المرشح للسرقة. وعاد ''م.م'' إلى بوفاريك وفي نيته إقناع صديقيه ''م.ع'' 25 سنة، و''ج.م'' لمشاركته في عملية السرقة، وهو ما تم، حيث اقتسموا المهام وراقبوا المحل إلى أن وجدوا الوقت مناسبا لتنفيذ عملية السطو. ويوم الوقائع ولج المحل أولا المدعو ''م.م''، هذا الأخير أبدى نيته في شراء حلي ذهبية، وطلب من البائع ''س.س'' أن يعرض له بعض المصوغات التي وقع عليها اختياره. وفي هذه اللحظة اقتحم شريكاه المحل، وهاجم ''ج.م'' البائع ''س.س'' موجها له ضربات بالسلاح الأبيض، واعتدى عليه حتى فقد وعيه، فيما تولّى ''ج.ع'' جمع المصوغات من واجهة المحل، وغادروا المكان تاركين الضحية ''س.س'' مكبلا وفاقدا للوعي. وللتمويه عن مكان تواجدهم، أخذ ثلاثتهم سيارة أجرة باتجاه حي ''الشرافة''، أين غيروا ملابسهم وتخلصوا من الوسائل التي استعانوا بها في عملية السرقة، وغادروا المكان باتجاه ''بوفاريك'' على متن سيارة ''كلونديستان''. وباشرت فصيلة حماية الممتلكات، بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، تحرياتها بعد أن وردتها شكوى من صاحب المحل ''م.ج'' الذي بلغ عن تعرض محله للسطو وسرقة كمية من الذهب تقدر قيمتها بمليار سنتيم. وقادت تحريات ذات المصالح إلى تحديد هوية أحد المشتبه فيهم، وهو المدعو ''م.ج''، هذا الأخير قاد مصالح الأمن إلى الإيقاع بشريكيه، وضبط بحوزتهما 1 كيلو غرام ونصف من كمية الذهب المسروق، ومبلغ 11 مليون سنتيم قاموا بتحصيله بعد بيع كمية من الذهب. وكشف الشركاء الثلاثة في تصريحاتهم أمام الضبطية القضائية أنهم كانوا يخططون لبيع الذهب المسروق في ولاية سطيف، ثم مغادرة البلاد نحو المغرب دون رجعة، وأكدوا أنهم قاموا بعملية السطو بعد مشاهدتهم لفيلم أمريكي، وبأنهم باعوا كمية من الذهب إلى المدعوين ''ب.ب'' و''ب.س''. ويتواجد جميع الأطراف رهن الحبس المؤقت، في انتظار محاكمتهم أمام محكمة القليعة.