أكد "حامد حامد" رئيس المركز الصحفي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ل "الأمة العربية"، أن 10 أفلام عربية ستدخل مسابقة الأفلام العربية للتنافس على جائزة أفضل فيلم عربي لعام 2009، والتي تبلغ قيمتها 100 ألف جنيه "20 ألف دولار" مقدمة من وزارة الثقافة المصرية، وتمنح مناصفة بين المنتج والمخرج، إضافة إلى مبلغ مماثل تمنح لأفضل سيناريو. ويدخل غمار هذه المنافسة الفيلم الجزائري "رحلة إلى الجزائر" للمخرج "عبد الكريم بهلول"، وهو العمل الذي يرصد جزء من سيرة وأخلاق الزعيم الراحل "هواري بومدين". علمت "الأمة العربية" أن الأفلام العشرة المشاركة في هذه المسابقة تنتمي لست دول عربية، حيث تحتل تونس الصدارة بثلاثة أفلام، تليها المغرب وفلسطين بفيلمين لكلا منهما، ثم الجزائر ومصر وسوريا بفيلم وحيد لكل منهم. وفيما يلي، نعرض تفاصيل هذه الأعمال. الفيلم الجزائري الوحيد المشارك في هذه المسابقة، فهو "رحلة الى الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول، وهو من بطولة صوفيا مناصر وحيد قاسمي، سامية أومزيان، أسامي أحيدة، حميد رماش، والفيلم من إنتاج 2009 ومدته 93 دقيقة. ويتناول الفيلم قصة حقيقية عن امرأة تجد نفسها وحيدة مع أبنائها الصغار بعد استشهاد زوجها، لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوه من الاستعمار، تنتهي بانتصارها بعد تدخل مسؤول كبير في الدولة، حيث تبدأ حكاية "وردية" باستشهاد زوجها على أيدي جنود الاحتلال، مما يحدث صدمة نفسية عنيفة لأحد أطفالها. وبعد الاستقلال، تحصل على بيت معمر فرنسي، فتنتقل للعيش فيه، لكنها لا تنعم به طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان مدينه "سعيدة" مهددا إياها بسلبه. وبعد أن تيأس من استرجاع حقها والتخلص من تهديداته بعد أن وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، تسافر إلى العاصمة للقاء رئيس الجمهورية لتطرح عليه قضيتها، لكنها تجده مسافرا إلى وهران، فتلتقي قائد أركانه "هواري بومدين" الذي يستقبلها ويتأثر بمشكلتها ويقرر مناصرتها وإعادة حقها المسلوب. وتحاول السينما التونسية طرح قضايا متنوعة من خلال الأفلام الثلاثة المشاركة بها. وأول الأفلام التونسية المشاركة في المسابقة، يحمل اسم "ثلاثون" للمخرج "فاضل جزيري" وبطولة علي جزيري، ماهر الهيفيدي، وليد نهضي، رامي افانة، غانم زريلي، طاهر عيسى، وهو من إنتاج 2008 ومدته 111 دقيقة. ويسرد الفيلم الصراع بين ثلاثة من الأصدقاء الشباب، وقد أصبحوا في الواقع أساطير في المجتمع التونسي: "محمد علي الحامي" مؤسس منظمة العمال الأهلية الأولى، ابن عمه "طاهر حداد" العسكري العنيد فيما يخص الحقوق وحريات الإنسان، والرائد بمجلة الأحوال الشخصية التي دعت العالم الإسلامي كله لإصلاح وضع المرأة في المجتمع، وأخيرا "بلحاكم شيبي" الذي أحدث تطورا في فن الشعر مفكرا في وضع الشاعر والتزاماته وبدأ في تحقيق شهرة فيما يتعلق باللغة. الثلاثة كانوا موجودين مع اختلافاتهم العامة ضمن مصير مأسوي، وهذا الفيلم الذي يعرض للأحداث ما بين 19241934 يقدم صورة إجمالية للمجتمع المحافظ المتفاعل بحساسية مع الأمور المتعلقة بالإصلاحات، كما يعالج الفيلم الأحداث التاريخية التي تتزامن مع ولادة الحركة الثقافية والاجتماعية والسياسية في الثلاثينات في تونس. والمخرج "فاضل جزيري" ممثل ومنتج ومخرج وكاتب ولد عام 1948 في تونس، بدأ عمله المهني بتونس عام 1972، وفي 1976 أسس مع آخرين "المسرح الجديد"، ويعتبر فيلم ثلاثون أول أفلامه الروائية التي يخرجها بنفسه . أما الفيلم التونسي الثاني، فهو "أسرار دفينة" من إخراج "راجا عامري" وبطولة حفظية هرزي، سندس بلحسن، وسيلة داري، وهو من إنتاج 2009. وتدور أحداثه حول "عائشة وراضية وأمهما" وتحاول النساء الثلاث التخفي عن الناس لشعورهن بالخجل، وتنجذب أصغرهن عائشة لسلمى الفتاة الصغيرة المتحررة، ولكن الأم والابنة الكبرى راضية لديهما تحفظ على طريقة حياة سلمى وتتصاعد الأحداث ما بين مواقف الأمل والإحباط وكذلك العواطف. المخرجة "راجا عامري" ولدت في تونس وتدربت على الرقص في معهد الكونسرفتوار التونسي، وبعد أن عملت كناقدة لمجلة سينيكريت اتنقلت إلى دراسة السينما في باريس في المعهد العالي للصوتيات والمرئيات، ونالت جائزتين عن أعمالها "أفريل" سنة 1997 و"ليلة واحدة" سنة 2000. بينما الفيلم التونسي الأخير، يحمل اسم "سفرة يا محلاها" من إخراج "خالد غربال"، وبطولة فريد شوبل، اسومبتا سيرنا، عبد الحفيظ ميتالسي، عواطف جندوب، وهو من إنتاج 2008 ومدته 137 دقيقة. وتدور أحداثه حول "محمد"، عامل متقاعد، يعيش في نزل للعمال في ضواحي باريس، يجد نفسه مجبرا على التخلي عن غرفته، ويقرر العودة إلى تونس التي كانت يوما ما وطنه، ولكنها الآن دولة لم يرها منذ سنوات عديدة. وبصرف النظر عن صديقيه "منصور" و"كريم"، والذي كان يقضي معظم وقته معهما، لم يعد هناك ما يبقيه في فرنسا. ورحلته إلى جنوب البلاد والصحراء هي رحلة في أثنائها يعيد "محمد" تدريجيا اكتشاف ألوان وروائح طفولته، ولكنه أيضا يجب أن يتعامل مع مجتمع لم يعد ذاته، وفي قريته، يرفضه شقيقه لأنه تخلى عنهم بدافع من الأنانية، فقط الصحراء ترحب به بسلامها ومساحاتها اللانهائية، فيطلب "محمد" جملا ويعود إلى الحياة البدوية. بينما تشارك المغرب بفيلمين يتحدثان عن الحب والعلاقات الغرامية في ظروف مختلفة، الفيلم المغربي الأول يحمل اسم "موسم المشاوشة" من إخراج محمد أحمد بن سودة، وبطولة هشام بهلول، أميدو، عبد الله فركوش، وهو من إنتاج 2009 ومدته 100 دقيقة، وتدور أحداثه في مدينة "فاس"، حيث يقع سليمان في حب سعدية ابنة تاجر اللحوم الجافة، ولكن كان له غريم هو تابوخ البطل في مصارعة الثيران، ويريد هذا الأخير أن يتزوج أيضا منها فيتحداه سليمان في مباراة مصارعة والفائز يحظى بالزواج من سعدية. أما الفيلم المغربي الثاني، فهو "أقدار متقاطعة" من إخراج "دريس شويكا" وبطولة عبد اللطيف شوقى، ياسمينا بيناني، كريمة شمسى، محمد عياد، كودس جودول، وهو من إنتاج 2009 ومدته 99 دقيقة. ويحكي لنا الفيلم الطريق المتعرج لزوجين في ثلاث مراحل هامة من حياتهما: بدء بنشأة العلاقة بين الزوجين الشابين، حيث الخفة والاستهتار تغذي أحلام الحب والسعادة. في منتصف العمر، عندما تثقل تجارب الحياة على القلب والصدر، وتفرض قيودا على مفهوم الحب والسعادة. وأخيرا، في المرحلة الثالثة، عندما يكون من المحتم على الزوجين التوقف لتقييم واستخلاص الدروس من تجاربهما بوجهة نظر أكثر حيادية. وتبنى القصة على توازي هذه المراحل الثلاث، بدءا من رحيل زوجين شابين في عطلة، وفي الطريق يقرران إضفاء مذاق خاص على الرحلة بلعبة: المرأة الشابة سوف تلعب دور مسافرة توقف السيارات على الطريق، والشاب سيلعب دور السائق الذي سوف يغويها. أما المفاجأة الحقيقية، فهي مشاركة مصر البلد المستضيف للمهرجان وصاحبة أكبر إنتاج سينمائي عربي وإفريقي بفيلم واحد هو "مصر الجديدة" للمخرج أحمد عبد الله، وبطولة خالد أبو النجا، يسرا اللوزى، هاني عادل، حنان مطاوع، وهو من إنتاج 2009 ومدته 96 دقيقة. وتدور الأحداث في يوم واحد من حياة عدد من سكان القاهرة والتي تجسد صورة من الأحلام التي لا تتحقق والتفاصيل المحبطة في هذه المنطقة المزدحمة، وكل قصة من القصص بالكاد تتقاطع مع البقية، ولكن تسير الأحداث بشكل متواز فيما بينها حتى صباح اليوم الجديد، حيث يكون كل واحد واضحا للآخر وفي الخلفية واحدة من أكثر ضواحي القاهرة سحرا "مصر الجديدة"، حيث يتم توثيق المجد الزائل للضاحية وتاريخها المندثر من خلال شخصيات تناضل من أجل تحقيق أحلامها، والأمر الوحيد المشترك بينهم هو تيقنهم بأن عليهم مواجهة الضاحية المرة تلو الأخرى خلال الأيام القادمة. وتشارك سوريا في المسابقة بفيلم "الليل الطويل" الذي يعد بمثابة عودة مبشرة للسينما السورية، والفيلم من إخراج "حاتم علي"، وبطولة خالد تاجا، أمل عرفة، باسل خياط، أنيسة داود، وهو من إنتاج 2009 ومدته 93 دقيقة. وتدور الأحداث بدء من مساء يوم يطلق فيه سراح ثلاثة من السجناء السياسيين، فيما يتم التحفظ على الرابع. وفي ليلة واحدة طويلة، يلاحق الفيلم تفاصيل خروج هؤلاء إلى الحياة ثانية، متتبعا ردود أفعال عائلاتهم، التي عاش بعض أفرادها تحت ضغط متطلبات الحياة اليومية الصعبة، فيما اختار البعض الآخر المنفى الطوعي، أو البقاء ودفع فاتورة باهظة التكاليف، من عزلة وتهميش وإقصاء. وفيما تنتظر العائلة لقاء "عميدها" الخارج من سجنه للتو، فإن هذا الأخير يفضل الذهاب إلى قريته مسقط رأسه ثمة أيضا من لن ينتظر أن يرى ضوء الصباح: ذلك الذي ما يزال في سجنه، في ليل طويل، يأمل أن تكون له نهاية. ويعتبر فيلم "الليل الطويل"، الفيلم الروائي الأول للمخرج حاتم علي الذي تأجل عرضه، وفي روتردام عرض للمرة الأولى.