تمّ، أخيرا، الإعلان عن القائمة القصيرة من الروايات المرشحة لجائزة البوكر العربية، وغابت عنها الجزائر للمرّة الرابعة، مما يبعث على التساؤل عن المكانة التي يحتلها الأدب الجزائري عربيا. في مقابل عدم حصول الأدب الجزائري على مكانته العربية، برزت حمى البيانات والبيانات المضادة في الداخل، وتباهي العديد من الأسماء بكونها الأهم روائيا، مع العلم أنها تبقى غير قادرة على نيل رضا القراء ولجان التحكيم في بيروت وأبوظبي. بعدما استبشر جمهور الأدب في الجزائر خيرا، مع انتقاء رواية واسيني الأعرج ''البيت الأندلسي'' (منشورات الجمل)، وتنبأ البعض الآخر بإمكانية ولوجها عتبة الروايات الستّ المرشحة للبوكر، حلّت، أول أمس، المفاجأة مع استبعاد الرواية نفسها من السباق، وانتقاء روايتين مغربيتين، واثنتين من مصر، وواحدة سودانية، وأخرى سعودية. تباينت الآراء حول الروايات المرشحة، في انتظار الإعلان عن الرواية الفائزة شهر مارس المقبل. ولكن الانطباع الأهم، الذي يسود أوساط الطبقة المثقفة في الجزائر، يدور حول حقيقة أهمية الكتابة الأدبية الجزائرية، وقدرتها على فرض نفسها، وتشكيل ''لوبي أدبي'' يدافع عن وجوده عربيا مثلما يحصل في مصر والمغرب وتونس وليبيا والسودان وموريتانيا، حتى ينتهي التناحر بين هؤلاء الأدباء. مع العلم أن الشهر الماضي شهد حملة من التصريحات التي حملت غالبيتها طابعا ذاتيا، ضد ومع واسيني الأعرج، وأراد بعض الكتاب من خلال الطعن من مصداقية الكاتب ذاته الإشارة إلى كونه ''حصان طروادة'' المشارقة، والوحيدة الذي يكتب على طريقتهم وبالتالي من المنطقي أن ينال الجوائز الأدبية. ولكن خابت ظنون المشككين في مصداقية روايات صاحبة ''ذاكرة الماء'' وأثبتت قائمة ترشيحات البوكر الجديدة أن الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، تبقى أقل شأنا من نظيراتها، في دول عربية أخرى، وأن الدبلوماسية الثقافية الجزائرية، لا تزال غير واعية بدورها.