وسعت مصالح الدرك الوطني دائرة التحقيقات في الورشات السرية التي تنتج ''الشمّة'' بطريقة غير قانونية، حيث يتم تقليد علامات مختلفة للشركة الوطنية للتبغ والكبريت. وتكبّدت نفس الشركة خسائر بالملايير منذ إغراق السوق بهذه ''السموم''.ورفعت الشركة الوطنية للتبغ والكبريت شكوى ضد مجهول، بسبب تقليد عدة علامات للشمّة التي تنتجها، وتبيّن بأن هناك شبكات تعتمد على ورشات ومصانع سرية لإغراق السوق بأطنان منها. وتكبدت الشركة خسائر مالية فادحة، قدرتها في شكاويها بالملايير، خصوصا وأن التقليد بلغ حدا لا يمكن للزبون أن يميزها عن الأصلية. واتجهت التحقيقات التي فتحتها مصالح الدرك الوطني في كل من وهرانوسطيف وقسنطينة والجزائر العاصمة، إلى أن ''الورشات تعتمد أساسا على المادة الأولية، التي يقوم مزارعون مرخصون ومعتمدون من طرف الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، وهي أوراق الكبريت، من خلال تحويل كميات منها للمصانع السرية''. وتمكنت مصالح الدرك من توقيف 10 متهمين في إنتاج ''الشمّة'' بطريقة غير قانونية في كل من سطيف والعاصمة ووهران، وأحبطت محاولة إغراق السوق بأزيد من 210 قنطار من الشمّة المقلدة. وأوضحت مصادر أمنية مطلعة ل''الخبر''، بأن ''مستثمرات فلاحية تستغل بطريقة غير قانونية في إنتاج أوراق الكبريت، بعيدا عن الرقابة، ومن دون الحصول على عقد من الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، التي لها الحق في إنتاج أوراق الكبريت''. وتركز فرقة التحري بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة، تحقيقاتها المعمقة للإطاحة بشبكات صناعة ''الشمّة'' بعيدا عن الرقابة، حيث سمحت آخر عملية قامت بها نفس المصالح بحجز 7 قناطير تم تقليد علامة الشركة الوطنية للتبغ والكبريت بطريقة لا تثير أدنى شك، خصوصا وأن التغليف المستعمل يتم تهريبه عبر الحدود، انطلاقا من تونس أو المغرب قادما من إيطاليا وإسبانيا. في مقابل ذلك، توجه للمصانع والورشات السرية، التي تعتمد على تشغيل عشرات الفتيات على الماكينات، بطريقة غير قانونية، تهمة التهرب الضريبي، خصوصا وأنهم يحصلون على أرباح صافية تزيد عن 100 مليار سنتيم في ال100 قنطار من الشمّة المنتجة.