أعلن السفير السوداني بالجزائر، مجدي محمد طه، أن استفتاء تقرير مصير منطقة أبيي الحدودية، بين شمال وجنوب السودان، لن يجرى في موعد التاسع جانفي المقبل، بالموازاة مع استفتاء تقرير مصير الجنوب، مرجعا ذلك إلى عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حول المسائل الخلافية. قال الدبلوماسي السوداني، في رده على سؤال بخصوص إجراء استفتاء في آبيي، الغنية بالنفط: ''لن يجرى استفتاء تقرير المصير بمنطقة آبيي، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية القائمة إلى حد الآن''. وبخصوص مسائل الخلافية التي لم يتم التوصل إليها إلى حد الآن، أفاد السفير بأن المسألة الأساسية التي تبقى عالقة حول من يحق له التصويت من سكان المنطقة، ويتعلق الأمر خصوصا بقبيلة المسيرية التي تسكن المنطقة، ذات الأصول العربية، التي تشكل نسبة هامة من سكان منطقة آبيي، إلى جانب قبيلة دينكا نقوك الإفريقية. ويوجد إشكال بخصوص من يحق لهم التصويت بسبب وجود خلاف بين شريكي الحكم في السودان بخصوص إدماج قبيلة المسيرية ضمن السكان الذين يحق لهم التصويت، حيث يرفض الجنوبيون أن يشمل الاستفتاء القبائل العربية، معللين ذلك بأنهم ليسوا منحدرين من المنطقة، في وقت يشدد أعيان القبيلة على أن مشاركتهم في الاستفتاء أمر حتمي ومفصول فيه بالنسبة إليهم. ويشار إلى أن قانون الاستفتاء الخاص بمنطقة آبيي أعطى حق التصويت لقبيلة دينكا نقوك، إضافة إلى السودانيين الآخرين، ويعني بذلك القبائل العربية وفي المقام الأول قبيلة المسيرية. ويستفتى سكان منطقة آبيي الغنية بالنفط حول وضعهم إما بالالتحاق بالشمال أو بالجنوب أو تمتعهم بوضع خاص. ويعقد الوضع أكثر عدم ترسيم حدود المنطقة، بالرغم من أن محكمة لاهاي أصدرت حكما بخصوص الحدود السنة الماضية. غير أن السفير السوداني، عند وقوفه عند مسألة الحدود، قال إن الحكم لم يضع حلولا جذرية لقضية الحدود. ''مسيحيون بجنوب السودان مع الوحدة'' سئل السفير السوداني، خلال نزوله، أمس، ضيفا على جريدة ''الخبر''، عن المسؤول عن الوضع الذي يبدو أن السودان إليه ذاهب لا محالة وهو التقسيم... الأطراف الخارجية، خاصة الولاياتالمتحدة وإسرائيل صاحبتا المصلحة المباشرة في التفتيت، أم الحكومات السودانية المتعاقبة التي ظلت تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية على عموم السودان، بالرغم من أن جنوبه مسيحي وغير عربي، وكان رد السفير بالقول: ''إن هناك العديد من العوامل تظافرت للوصول بالسودان إلى هذه المرحلة''. ثم أضاف مؤكدا أن ''بذور ومخلفات الاستعمار لعبت دورا في عدم الاستقرار الذي تعيشه كل المنطقة العربية وليس السودان فقط، لكن هذا لا يسقط النتائج المترتبة عن السياسات اللاحقة عن الكثير من المشاكل المعاشة''. مع هذا يضيف السفير: ''تبقى الحقيقة في آخر المطاف أن من يقرر مصير جنوب السودان هو المواطن الجنوبي وليس غيره''. ثم نبه إلى أن هناك مواطنين مسلمين في جنوب السودان، ''كما أن هناك من الجنوبيين مع وحدة السودانيين بالرغم من أنهم يدينون بالمسيحية''، وعليه يقول السفير مجدي محمد طه: ''لا أستطيع، لا أنا ولا أي كان، أن يجزم بأن نتيجة الاستفتاء محسومة من الآن، لصالح الانفصال ودعاته''. الجزائر: العربي زواق ''عملية الاستفتاء تشمل جميع أبناء الجنوب'' قال سفير السودان بالجزائر إن استفتاء الجنوب سيتم في موعده المحدد في التاسع من الشهر المقبل. ذلك موعد ''لا يمكن تجاوزه إطلاقا''، كما قال، ''أمام إصرار الطرف الآخر فليس بوسعنا تأخيره، خاصة أن القرار اتخذ منذ .''2005 أما فيما يخص الشروط، فالاستفتاء يهم كل أبناء الجنوب. و''ابن الجنوب هو المنحدر من أم أو أب من الجنوب أو كان مقيما بالجنوب''، يوضح السفير. إذ وضعت لهذا الشأن مكاتب في الشمال والجنوب للتسجيل وانتهت عملية التسجيل التي كانت تشرف عليها لجان انتخابية. إذن كل من سجل على القوائم ''سيصوت في المكان الذي سُجل به''. وكانت المكاتب موجودة بالشمال والجنوب لتسهيل العملية. أما الأسباب التي أدت إلى استفتاء الجنوب، فيقول السفير السوداني بالجزائر إنها قديمة ومطروحة منذ القدم، قبل استقلال البلد. وكانت اللوائح الخاصة بإنشاء الاتحاد الإفريقي في 1963 نصت على الإبقاء على الحدود كما تركها المستعمر. وفي ''حالة الانفصال ستكون سابقة في العالم العربي''، يعترف السفير، لكنه ينفي احتمال العودة إلى الحرب في جميع الأحوال. وكانت حكومة الخرطوم، قبل الموافقة على قرار الاستفتاء، أمام خيارين كلاهما مر، ''إما حل يرضي الطرفين، وإما الحرب التي لا نهاية لها، فأخذت القرار الشجاع'' الرامي إلى إجراء استفتاء. وكان للغرب مفعوله، إن لم نقل ضغوطا متواصلة، ''في إدخال أنوفهم في هذه المسائل'' السودانية. غير أن السفير يوضح: ''لا علاقة لقضية دارفور بمسألة انفصال الجنوب من عدمه''. وأضاف أن سيناريو حرب دارفور لن يتكرر مستقبلا في السودان. أما فيما يتعلق بالديون الخارجية للسودان وغيرها من الملفات العالقة، فلم يفصل فيها بعد، يقول ضيف ''الخبر''. الجزائر: عبد القادر حريشان ''العلاقات الجزائرية- السودانية ممتازة وواعدة'' وصف السفير السوداني، مجدي أحمد طه، العلاقات السودانية الجزائرية، بالممتازة وبالواعدة، مشددا على أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن تكون محور تعاون بين البلدين ويمكن من خلالها أن يستفيد كل طرف من الآخر. وقال الدبلوماسي السوداني، الذي التحق بمنصبه في الجزائر منذ حوالي أربعة أشهر: ''العلاقات الجزائرية السودانية ممتازة وواعدة... لكن يجب أن نصبر قليلا حتى نرى نتائج هذه النقلة النوعية في العلاقات بين البلدين على أرض الواقع''. وعند سؤاله حول التعاون الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بقضية استيراد اللحم السوداني الذي كثر الحديث عنه ولم يتم إلى حد الآن إبرام أي اتفاقية بين البلدين لتموين السوق الجزائرية باللحم السوداني، كان رد السفير بأن هناك مسائل فنية تحتاج معالجة من قبل المختصين في الوزارات المعنية''، مضيفا في نفس السياق دون أن يعطي أي توضيحات بخصوص مآل الملف بأن: ''الجميع في البلدين يقوم بما يتوجب حتى يمكن الإعلان عن النتائج بالطريقة اللائقة للعلن''. الجزائر: رضا شنوف