يلتقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فريقان من المفاوضين من شمال السودان وجنوبه، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن منطقة أبيي، وهو الموضوع الذي يمثل عقبة مهمة قبل الاستفتاء بشأن المنطقة، والذي سيجرى مع الاستفتاء على انفصال الجنوب في جانفي المقبل. حيث يلتقي وفدان من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في محاولة للتوصل الى اتفاق بشأن منطقة آبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها من الجانبين، فيما أعلنت الجامعة العربية مشاركتها في مراقبة عملية الاستفتاء، في وقت نددت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية بتعامل المجتمع الدولي مع الاستفتاء بالدعم المباشر للانفصال. وتستهدف المفاوضات الاتفاق على كيفية إدارة استفتاء جانفي 2011 يحدد فيه سكان أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها ما إذا كانوا سينضمون بإقليمهم إلى الشمال أم إلى الجنوب. في هذه الأثناء، حثت واشنطنالخرطوم على أن تأتي إلى أديس أبابا وهي مستعدة للتفاوض، و''التأكد من أن فريق التفاوض يملك سلطة محددة للوصول إلى اتفاق بشأن أبيي''.وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جي كراولي إن الوزيرة هيلاري كلينتون حثت الحكومة السودانية على القدوم إلى أديس أبابا ''وهي مستعدة للتفاوض وأن تتأكد من أن الوفد المفاوض ستكون له سلطة محددة للتوصل إلى اتفاق بشأن أبيي''. وأشار كراولي إلى أن مبعوثي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، سكوت جريشن والسفير برينستون ليمان وهو دبلوماسي أمريكي مخضرم إلى السودان، سيحضران المفاوضات، لافتاً إلى أن ملس الذي يستضيف المحادثات تعهد لكلينتون بأنه سيفعل ''كل ما بوسعه لتشجيع الأطراف على التوصل إلى اتفاق بشأن أبيي''. وأضاف: ''نحن على وعي شديد بحقيقة أن لدينا حوالي 100 يوم فقط باقية قبل الاستفتاء، وأبيي أحد الموضوعات الرئيسية التي يجب حلها قبل أن نأمل في استفتاء ناجح أوائل .''2011 من جهته اعلن رئيس جنوب السودان سالفاكير انه لن يصوت لوحدة السودان حول تقرير المصير ، وذلك في اول موقف يتخذه بشأن الاستفتاء. وقال كير اثناء تجمع كبير في جوبا عاصمة جنوب السودان ''اذا كان ينبغي ان اصوت لوحدة او انفصال او استقلال جنوب السودان، فلن اصوت للوحدة لانه لم يتم القيام باي عمل لجعل الوحدة جذابة''. وسيختار ابناء جنوب السودان بين الاستقلال او الابقاء على الوحدة مع شمال السودان. وهذا الاستفتاء هو احد العناصر الرئيسية في اتفاق السلام بين الحكومة برئاسة عمر البشير والمتمردين الجنوبيين سابقا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سالفا كير، والذي وضع حدا في 2005 لاكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وهذا التصريح العلني لرئيس جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي، جاء بالعربية المتداولة في جوبا ولم يظهر في الترجمة الرسمية بالانكليزية لخطابه الجمعة. وبحسب المحللين، فان الاستفتاء سيتاخر بسبب مشاكل لوجستية فيما يخيم خطر اندلاع حرب اهلية جديدة على السودان. وكانت هيلاري أجرت اتصالاً هاتفياً مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني، ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، حثت فيه الخرطوم على الحضور إلى أديس أبابا جاهزة بوفد التفاوض، وان تكون لديه سلطة محددة للوصول لاتفاق حول منطقة آبيي .وقال زيناوي لوزيرة الخارجية الأمريكية إنهم قلقون جداً فقد تبقى حوالي مئة يوم قبل الاستفتاء، وان آبيي إحدى المسائل المهمة التي يجب حلها قبل الاستفتاء . ويجري الاستفتاء على مصير أبيي في التاسع من جانفي المقبل مع استفتاء أكبر على استقلال جنوب السودان. من ناحية اخرى، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها ستشارك في مراقبة عملية الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 جانفي المقبل، عبر بعثة ينتشر مراقبوها في مختلف ولايات السودان التي تتم فيها عملية الاقتراع.