إنّ المنشغل بتلاوة القرآن الكريم أو بتلاوة الأذكار مأجور إن شاء اله تعالى، فقد صحّ عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قوله: ''مَن صلّى الغداة في جماعة ثمّ قعد يذكُر الله حتّى تطلع الشّمس ثمّ صلّى ركعتين كانت له كأجر حجّة وعمرة تامة تامة تامة''. فالذِّكر يشمل القرآن ويشمل غيره من الأذكار المأثورة وغير المأثورة، ولا خلاف بين أهل العلم في أنّ القرآن هو أفضل الذِّكر، وقد علّل ذلك الإمام القرطبي فقال: ''لأنّه مشتمل على جميع الذِّكر من تذكير وتهليل وتحميد وتسبيح وتمجيد، وعلى الخوف والرّجاء والدعاء والسؤال والأمر بالتّفكّر والاعتبار وغير ذلك، فمَن وقف على ذلك وتدبّره، فقد حصل أفضل العبادات، وهو قبل ذلك كلام الله فلا يدانيه شيء. ثمّ ذكر في أفضليته قيدًا فقال: أفضل الذِّكر القرآن لمَن عمل به، ونقل ذلك عن سفيان الثوري. وفي الحديث القدسي: ''مَن شغلهُ القرآن عن مسألتي أعطيتُه أفضل ما أعطي السّائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه''، رواه الترمذي. ومع التّسليم بفضل القرآن على سائر الذِّكر، إلاّ أنّه ينبغي عليك أن تحرص على أن تأتي بالمأثور من الذِّكر إذا كان مقيّدًا بوقت بعينه اقتداء بنبيّك صلّى الله عليه وسلّم، فإذا جلستَ في مُصَلاك بعد صلاة الصبح فبعد فراغك من أذكار الصّلاة، عليك أن تشرع في قراءة أذكار الصباح، وبعد أن تفرغ منها، تشرع في قراءة وردك القرآني. قال الإمام النووي: أمّا المأثور في وقت أو نحوه أي لسبب فالاشتغال به أي في الوقت أو عند السبب أفضل.