يقوم الأمير أندرو، دوق يورك، وممثل الحكومة البريطانية في القضايا التجارية في الخارج، بزيارة للجزائر، في فيفري القادم. وسيسبق هذه الزيارة قدوم أكبر وفد تجاري بريطاني في تاريخ البلدين، يوم 23 جانفي، يتكون من 35 رجل أعمال يمثلون مختلف القطاعات. أوضح السفير الجديد للمملكة المتحدة في الجزائر، مارتن كيث روبر، أن مهمته الأساسية ستكون بعث نفس جديد في العلاقات بين الجزائر ولندن. وقال في لقاء مع الصحافة، أمس، إن التعاون سيشمل مجالات التجارة والطاقة والدفاع والتربية والصحة، مؤكدا أنه مقتنع ''بإمكانية تطوير العلاقات التجارية بالنظر إلى حجم التبادلات البريطانية مع بقية العالم. وبخصوص إجراءات منح التأشيرة للجزائريين، أكد السفير روبر أن ''المملكة المتحدة تفتح أبوابها لكل الجزائريين الذين يريدون زيارتها، ولا تفرض أي شروط خاصة عليهم عدا تلك التي تطبقها على باقي دول العام''. وذكر السفير أن الملكة منحت 15 ألف تأشيرة العام الماضي، وطورت كثيرا نظام دراسة الملفات ''بحيث لا تتعدى مدة إصدار التأشيرة 15 يوما كأقصى تقدير، مع العلم أنه في أغلب الأحيان يتم تسليم التأشيرات خلال خمسة أيام أو أسبوع''. ورغم تفضيله عدم الحديث عن قضية عبد المومن خليفة وإجراءات تسليمه للجزائر، إلا أن السفير أكد أن ''القضية تأخذ مجراها الطبيعي في العدالة''، موضحا أن ''لا شيء في القانون البريطاني يمنع التسليم''. وحسب السفير البريطاني، فإن حجم وفد رجال الأعمال المنتظر بالجزائر بعد عشرة أيام، يؤكد ''الاهتمام الذي توليه بريطانيا للتعاون التجاري مع الجزائر''. وسيتبع هذه الزيارة بأسابيع وصول الأمير أندرو، الذي سبق له زيارة الجزائر مرتين. وقال عنه السفير إنه ''صديق الجزائر''. موضحا أنه بصدد مناقشة برنامج عمله مع الحكومة الجزائرية. وركز السفير، الذي يعتلي هذا المنصب لأول مرة في مساره المهني، على أن بريطانيا ''ليس لها أي تحفظ على التعاون العسكري بين البلدين، وهي مستعدة لتقديم كل المساعدة في إطار عصرنة الجيش الجزائري، سواء كان بتدريب الضباط أو بالعتاد، كما حصل في صفقة طائرات الهيليكوبتر''. وفي مجال مكافحة الإرهاب، قال ممثل المملكة المتحدة: ''لدينا مستوى جيد ليس على المستوى السياسي فقط، لكن حتى على المستوى الميداني. فقد أنشأنا منذ عام لجنة مشتركة لدراسة قضايا الإرهاب، يشارك فيها خبراء من الجانبين. وكان آخر اجتماع لها في ديسمبر الماضي بلندن''. كما ذكر بموقف المملكة المتحدة بدعم الجزائر في مطلبها بعدم دفع الفدية للمختطفين واحترام سيادة دول الساحل في مواجهة الإرهاب في المنطقة. وأبدى مارتن روبر ''اندهاشه'' من عدد الجزائريين الذين أبدوا اهتمامهم بتعلم اللغة الإنجليزية، والدليل على ذلك الإقبال الكبير الذي يعرفه المجلس البريطاني بالجزائر، الذي يضمن مستوى جيدا في تعليم الإنجليزية، لكنه أصبح لا يستطيع تلبية كل الطلبات، لذلك ''نفكر في توسيع التعاون مع مؤسسات خاصة لتساهم في نشر اللغة الإنجليزية''.