دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، في خطابها بقاعة السعادة بوهران، أمس، لاستخلاص العبر من أحداث تونس وسقوط نظام بن علي، لكن دون أن تتجرأ على المطالبة بذهاب النظام في الجزائر، بل ذهبت إلى حد الدفاع عنه بقولها: ''أطراف خارجية حاولت التشبيه بين أحداث تونسوالجزائر، وهذه مغالطة لأن الجزائر باشرت إصلاحات لا تلقى رضا الجهات الأجنبية''. موقف يلخص استراتيجية حزب العمال في السعي من أجل التغيير داخل النظام وبمباركة منه، وهو ما تجلى في تحالفها مع المركزية النقابية ودفاعها عن هذا الجهاز بقولها: ''سيدي سعيد كان على اتصال يومي مع مسؤولي الاتحاد العام للعمال التونسي لمناقشة التداعيات منذ نشوب الأحداث''، في محاولة لإعطاء دور إيجابي للنقابة في إحلال الديمقراطية في تونس. لكن ما العلاقة مع الجزائر؟ وأسهبت حنون في كلمتها أمام مناضلي الولاياتالغربية في توجيه ''تحية إكبار وإجلال للشعب التونسي من خلال المظاهرات الساعية لاستعادة السيادة والكلمة.. لقد استطاع الشباب التونسي إحياء نضالات الانعتاق والتحرر لنجم شمال إفريقيا''. وصفت أحداث تونس ''بمسار ثوري من أجل الكرامة على غرار ما حدث في البرتغال ضد دكتاتورية سالازار وديفال في هايتي وماركوس في الفليبين''. واعتبرت سقوط نظام بن علي بمثابة فشل النموذج الليبرالي للخوصصة والسوق الحرة الذي حظي بدعم الاتحاد الأوروبي وأمريكا. وحذرت حنون الشعب التونسي من مخاطر ''حكومة الوحدة الوطنية التي سيتخذها النظام مطية للعودة للواجهة''، مفضلة عليه ''مجلس وطني تأسيسي حماية لحقوق الشعب التونسي''. وانتقدت حنون ''المعالجة المحتشمة لأحداث تونس من طرف التلفزيون الجزائري لأنها مسألة مصير مشترك''. وكررت المتحدثة انتقاداتها ''لبارونات الاستيراد وأذناب القوى الأجنبية في الداخل'' وتسببهم في حدوث أعمال الشغب في الجزائر حول القدرة الشرائية، دون أن تتطرق لمسؤولية النظام في تنامي هاته اللوبيات والاحتكارات في السوق.