أجمع المشاركون في الاجتماع الثالث للشبكة المتوسطية للصحة الحيوانية أن 75 بالمئة من الأمراض التي تصيب الإنسان سببها الأوبئة التي يتعرض لها الحيوانات، وأقروا بضرورة التوصل في نهاية اجتماع اليوم إلى استراتيجية مشتركة للتحكم في انتشار الأمراض الحيوانية المتنقلة. وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، لدى إشرافه أمس بإقامة الدولة جنان الميثاق على افتتاح فعاليات اجتماع مدراء المصالح البيطرية للشبكة المذكورة، قد أكد على الإمكانيات التي سخرتها الدولة في المجال البيطري لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض التي تتسبب هي الأخرى في إلحاق أضرار بالغة بالإنسان. داعيا في ذات الوقت إلى ضرورة الاستفادة من التجربة الأوروبية في هذا المجال. وهو ما ينتظر تجسيده من خلال إبرام اتفاقيات تتويجا للتوصيات التي سيخرج بها الاجتماع المتوسطي، في انتظار تجسيد مشروع الهيئة التي ستتكفل بمتابعة انتشار الأوبئة والوقاية في المنطقة. واعتبر بن عيسى لقاء الجزائر مهما لما له من دعم من قبل الهيئات الدولية التي تهتم بالتغذية وصحة الإنسان كمنظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة ''الفاو''، وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، الذي يهتم بالصحة الحيوانية، خاصة في ظل ارتفاع حجم التبادلات بين الدول، ما يهدد صحة المستهلكين في حالة إخفاق البياطرة في مراقبة هذه الأخيرة. كما أشار وزير الفلاحة إلى التغيرات المناخية بالمنطقة التي أدت إلى ظهور بعض الأمراض الحيوانية، كالحمى القلاعية في أوروبا، في الوقت الذي ذكر أن التغيرات المتواصلة تهدد بانتشار أمراض أخرى ما يتطلب ضرورة التفكير في تجسيد مشاريع مشتركة، لفتح مخابر ومراكز للوقاية التي تعلن حالة الطوارئ بمجرد اكتشافها لأولى حالات الأوبئة. وهو ما ذهب إليه عبد السلام فكري المنسق الجهوي لوحدة محاربة الأمراض العابرة للحدود لمنظمة ''الفاو'' في تصريح ل''الخبر'' تحدث فيه عن الأمراض المتنقلة كمرض الواد المتصدع الذي أصاب الحيوانات في موريتانيا وانتقل بعدها لعدد معتبر من الأشخاص قبل أن يتم التحكم فيه. وكان يهدد دول مجاورة. لذا ينبغي، حسب المتحدث، أن يكون هناك برنامج مشترك في أقرب الآجال للتحكم في الوضع. في المقابل أثنى جون مارك المدير العام للتغذية بوزارة التغذية والزراعة والصيد البحري الفرنسية على التجربة الجزائرية، ودور المصالح البيطرية التي نجحت، حسبه، في منع انتشار أمراض تنقلت عبر الحيوانات كأنفلونزا الطيور وجنون البقر.