يعكف مدراء المصالح البيطرية لكل من دول المغرب العربي ومصر وكذا ممثلي الهيئات الجهوية والإقليمية منذ أمس، بالجزائر، على دراسة امكانيات توسيع نظام الإنذار والوقاية من الأمراض الحيوانية المتنقلة، من حيث قائمة الأمراض التي يتم استكشافها، وكذا من حيث تقوية التنسيق بين دول جنوب حوض المتوسط والدول الأوروبية. ويعد هذا اللقاء الذي يجمع خبراء القطاع الفلاحي ومتخصصي الصحة الحيوانية بشكل خاص بفندق الأوراسي بالجزائر، ثالث اجتماع جهوي تنسيقي لبلدان شمال إفريقيا ومصر، تشرف عليه المنظمة الأممية للصحة الحيوانية، والمنظمة الدولية للتغدية والزراعة (الفاو)، من خلال مكتبها الجهوي الكائن بتونس. وبالمناسبة أبرز وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، خلال افتتاحه للاجتماع أهمية تقوية التنسيق بين دول منطقة جنوب الضفة المتوسطية والدول الأوروبية من أجل تفعيل شبكة الإنذار والوقاية والتدخل لمكافحة الأمراض الحيوانية المتنقلة إلى الإنسان وفي مقدمتها مرض أنفلوانزا الطيور. مشيدا في سياق متصل بالجهود التي بذلتها الدول المغاربية ومصر في إطار نظام التنسيق والمتابعة الذي تم إرساؤه فيما بينها في سنة 2007، بتمويل من إسبانيا وكندا وغيرها من المنظمات والهيئات الراعية لجهود التنسيق من أجل الوقاية. وأوضح الوزير بأن هذا النظام الذي يعزز مجال تبادل المعلومات فيما بين دول جنوب المتوسط سمح لكل دولة بتقوية نظام مراقبتها ومعاينة إمكانياتها في التدخل في حال ثبتت تهديدات عليها، مؤكدا في نفس الصدد ضرورة توسيع هذه الشبكة الوقائية لتشمل أنواع جديدة من الأمراض الحيوانية الناشئة ولتضم بلدانا أخرى من أوروبا، ومن ثمة إنشاء إطار مهيكل أورومتوسطي تندمج فيه دول المغرب العربي ومصر. وفي حين جدد التزام الجزائر بدعم كل عمل تنسيق موسع وتدخلها في عمليات المساعدة في العمل الوقائي، أشاد السيد بن عيسى بدور اسبانيا في مرافقة جهود البحث وتمويل برامج التنسيق من أجل الوقاية من مختلف الأمراض الحيوانية المهددة لصحة الإنسان وللتنمية الريفية ولاقتصاديات الدول، مؤكدا بأن أحسن طريقة لمجابهة الأمراض العابرة للحدود هي تقوية تعاون فعال بين مصالح بيطرية عابرة للحدود هي الأخرى. كما ذكر الوزير من جانب آخر بأن الجزائر التي لم تمسها الأمراض الحيوانية الخطيرة بشكل كبير مقارنة بغيرها من الدول، لازالت تعتمد إجراءات وقائية وعمليات حراسة يقظة لاستباق أي انتشار لأي مرض من الأمراض التي قد تظهر في دول الجوار مثلما كان الحال مع طاعون المجترات الصغيرة الذي ظهر العام الماضي في المغرب. من جانبه، أبرز سفير إسبانيابالجزائر، السيد غابرييل بوسكي، أهمية توسيع التنسيق بين مختلف الدول لمجابهة أخطار الأمراض الحيوانية المتنقلة، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن 75 بالمائة من الأمراض الجديدة التي تصيب الإنسان سببها العدوى من الحيوانات أومن مواد لها علاقة بالحيوان.