كشف شهود عيان ومتعاملون في مجال السياحة الصحراوية، أن عشرات السياح الأجانب في تمنراست ألغوا حجز غرف في الفنادق وتأجير سيارات للخروج في نزهة إلى الصحراء، عقب حادثة اختطاف السائحة الإيطالية الأربعاء الماضي بجانت. كما قطع عدد من السياح الأجانب من جنسيات أوروبية إجازاتهم وقرروا العودة من حيث جاءوا وقلّص آخرون فترة بقائهم في الجنوب الجزائري، خاصة في التاسيلي ناجر ومحميات الأهقار. كما ألغى عشرات السياح رحلات كانت مبرمجة هذا الأسبوع إلى مناطق عدة في الجنوب، ولم يبق في الجنوب سوى أقل من نصف العدد من السياح الأجانب الذي كان متواجدا قبل أسبوع. وحسب نفس المصادر، اتجه عشرات السياح الفرنسيين الذين كانوا قد برمجوا زيارة الجنوب الجزائري في شهر مارس إلى مناطق أخرى أهمها المملكة المغربية بعد ساعات قليلة من انتشار خبر خطف السائحة الإيطالية في صحراء جانت. وقال السيد (حوالي. م) صاحب وكالة سياحية في غرداية ل''الخبر''، إن عدد السياح المتوقع وصولهم إلى الجنوب في عطل الربيع تقلص إلى أقل من النصف خلال أقل من أسبوع. ويوظف قطاع السياحة في ولايات غرداية تمنراست وإليزي وأدرار أكثر من 50 ألف عامل مباشرة في المنشآت السياحية والنشاطات المتعلقة بها. وتهدد حالة الركود التي دخلها القطاع مباشرة بعد خطف السائحة الإيطالية بإحالة أكثر من 20 ألف عامل على البطالة. وضمن هذا الصدد ذكر السيد (ل. حسن) صاحب وكالة لتأجير سيارات الدفع الرباعي للسياح في غرداية، بأن سياحا ألمانا تراجعوا عن تأجير 3 سيارات في آخر لحظة يوم الجمعة بعد الإعلان عن عملية الخطف. وطلبت مصالح الأمن والجيش ما تبقى من السياح في عدة مناطق في الجنوب الامتناع عن التنقل لمواقع لا يزيد بعدها عن النسيج الحضري للمدن عن 100 كلم، وبالإبلاغ عن أي تحرك في المناطق الصحراوية ومسار الرحلات السياحية قبل 24 ساعة من تنظيمها على الأقل. وتقرّر منع السياح من التجول في مناطق صحراوية قريبة من الحدود الجنوبية بمسافة تزيد عن 200 كلم، ويحقق موفدون في وزارة الدفاع الوطني في أسباب عملية الخطف واحتمال تسبب تقصير أمني في هذه الحادثة التي لم يشهدها الجنوب منذ عام .2003 الإفراج عن الشهود في قضية اختطاف الإيطالية أفرجت الضبطية القضائية عن الشهود الثلاثة الذين استدعتهم على خلفية اختطاف الرعية الإيطالية بجانت، في الجنوب الجزائري، يوم 2 فيفري الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، عن مدير الوكالة السياحية التي تكفلت برحلة الرهينة الإيطالية، ماريا ساندرا، إلى صحراء الجزائر، أن الأشخاص الثلاثة، بينهم المرشد السياحي، استعادوا حريتهم. وقال إن التحقيق الذي يجريه الدرك الوطني حول ظروف اختطاف الإيطالية لا يزال جاريا.