أشار، أول أمس، الدكتور بوعمران الشيخ، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، إلى أنّ الغرض من اليوم الدراسي ''عمر التل الفوتي السينغالي''، هو ربط أواصر التعارف والتبادل بين الجزائر والسنغال، لتطوير ودعم العلاقات القديمة بين شمال إفريقيا وغربها. وأفاد الدكتور بوعمران، لدى افتتاحه اليوم الدراسي حول شخصية ''الشيخ الحاج عمر التل الفوتي السينغالي''، بإقامة الميثاق في الجزائر العاصمة، أنّه اتّفق مع خليفة الطريقة التيجانية في العاصمة السنغالية دكار منذ سنتين، على تنظيم اليوم الدراسي بالجزائر، بينما تنظّم السنغال يومًا دراسيًا عن شخصية الأمير عبد القادر الجزائري لاحقًا. وأوضح بوعمران أنّ ''الإسلام انتشر في هذه المنطقة من القارة الإفريقية، عبر الطريقة التيجانية، وكذلك من خلال الفقه المالكي''. مُبرِزًا أوجه الشَّبَه بين شخصيتي الأمير عبد القادر وعمر التل الفوتي السينغالي، مردفًا أن ''تشابههما يكمن في فريضة الجهاد ضدّ العدو المشترك'' (الاستعمار الفرنسي)، وكذلك تميّزهما برصيد علمي وديني وتاريخي وأدبي معتبر، إضافة إلى تقاربهما في ''علم التّصوف'' وتوافقهما ''لنفس المرجعية الفقهية.. الفقه المالكي''. من جهته، تطرّق سفير السنغال السابق في الجزائر، إلى أوجه الشّبه العديدة بين الشخصيتين، أبرزها ''دفاعهما المستميت على حقوق شعبيهما، ومقاومة المستعمر الفرنسي، ومساعيهما لتأسيس مشروع مجتمع مهيكل إداريًا ودبلوماسيًا، قائم على الدفاع عن مصالح شعبيهما، ونشاطهما في الدفاع عن الإسلام ونشره في المنطقة، على أساس القيم والفضائل، المستمدة من القرآن الكريم والسُنّة النّبويّة''. بينما أوضح الدكتور حبيب سامبا يونغ، أستاذ بجامعة ديوب بداكار، أنّ الحاج عمر التل ''نشر الإسلام انطلاقًا من السنغال ثمّ تومبوكتو، وإلى أبواب الصحراء، ولغاية كلّ الدول الّتي مرّ بها أو الّتي تآلفت معه أو الّتي هاجمته وحاربته''. منوّهًا بعِلْم وأخلاق شيخ الطريقة التيجانية المستمدة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك حياته الّتي كانت مليئة بالأعمال وشُعلَة الجهاد، وجدّيته في نشر الطريقة في ربوع القارة الإفريقية. وناقش المتحدث، لدى تطرقه لدور الصوفية ''الأمير عبد القادر والحاج عمر التل الفوتي نموذجًا'' في مقاومة الاستعمار، تأُثير العلامة الجزائري الشيخ عبد الكريم المغيلي في فكر ووجدان الحاج عمر التل، وخاصة أطروحة المغيلي حول التحالف بين المسلم وغير المسلم، إلى جانب التأريخ لدخول الإسلام إلى السنغال، الّتي بدأت من شمال القارة الإفريقية، ثمّ المرحلة البربرية، وآخرها مرحلة السود الّذين قاموا بنشر الإسلام، وذلك من خلال عدّة طرق، منها: التجارة وأولياء الله الصّالحين. واختتم اليوم الدراسي، بمداخلتين حول الشيخ الحاج عمر كاتبًا ومفكرًا، تخلّلهما نقاش متبادل، في انتظار اليوم الدراسي حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري، الذي سيقام لاحقًا بالسنغال. يذكر أن الشيخ عمر التل الفوتي السنغالي، خليفة الطريقة التيجانية في السنغال، ولد سنة 1794م، وظلّ محاربًا ومجاهدًا، ساعيًا إلى نشر تعاليم الدِّين، والتّعريف بالطريقة التيجانية، وكانت مدارسه وزواياه مقرًا للجهاد ضدّ الاستعمار الفرنسي، إلى أن توفي عام 1864م عن عمر يناهز 70 عامًا.