تعيش السيدة تغراوت فاطمة، أرملة شهيد تجاوزت عقدها السابع، وهي كفيفة تعيل ابنا معاقا، حياة بائسة في كوخ قصديري بالشابور بني معافة في أعالي بلدية خنشلة، دون أن تستفيد من أدنى حقوق لعيش حياة كريمة. تنتظر الأرملة فاطمة، منذ الاستقلال أن يمنّ عليها المسؤولون المتعاقبون بمسكن يضمن لها وابنها المعاق حياة كريمة، وهي التي ضحى زوجها بحياته في سبيل الوطن، ليكون مصير عائلته كوخ سقفه من قصدير، أي هبة ريح كفيلة بخلعه. وتوالت السنوات منذ أن وطأت أقدام السيدة فاطمة وابنها الحي القصديري الشابور، دون أن يلتفت إلى الملفات التي أودعت للاستفادة من مسكن، حيث قدمت ملفا سنة 2001، وتم تهديم حي الشابور ورحلت أكثر من 1500 عائلة من جيرانها إلى سكنات جديدة فيما أقصيت هي، كما تم إقصاؤها أيضا من عملية الترحيل سنة 2005، إلى أن يئست من جميع المحاولات، في انتظار التفاتة رحمة من مسؤول جديد قد يرأف بحالها.