في الوقت الذي يتوجس العالم خيفة، خاصة إسرائيل، من وضعية الاتفاقات الدولية التي أبرمتها مصر قبل سقوط النظام الحاكم، وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد أو معاهدة السلام، مازال الغموض يكتنف موقف جماعة الإخوان المسلمين من تلك الاتفاقية. ففي الوقت الذي يعلن صقور الجماعة بضرورة إلغاء الاتفاقية بعد سقوط نظام مبارك، تخرج أصوات أخرى في الجماعة تؤكد احترام كافة الاتفاقات الدولية. أكد الدكتور رشاد البيومي، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمنسوب لجناح الصقور بالجماعة، أن الإخوان سيطالبون بإلغاء أي اتفاقية مع إسرائيل وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك وقف تصدير الغاز فورا إلى إسرائيل بعد سقوط نظام مبارك، وسيكون ذلك مطلبا رئيسيا من الجماعة للحكومة الجديدة. وأضاف أن الإخوان يرون أن هذه المعاهدة مهانة للمسلمين ولا تحقق أية مصالح لمصر. في المقابل، أكد الدكتور عصام العريان، المتحدث الإعلامي للجماعة، أن التنظيم يحترم جميع المعاهدات الموقّعة بين مصر وإسرائيل، موضحا أن إعادة النظر فيها ترجع للشعب والأطراف التي وقعتها، إذا ما رأت أنها تحقق الهدف من إبرامها. وأوضح الكتاتني، الناطق الرسمي للجماعة، عدم وجود تباين في موقف الجماعة، مشيرا إلى أن الجماعة عارضت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل حينما كانت تناقَش، ولكن عندما تم توقيعها وأُقرت، أصبحت واقعا ومعاهدة يجب احترامها''، مشددا على أن الجماعة تحترم جميع المعاهدات الدولية التى وقعتها مصر. ويثير هذا التباين قلق إسرائيل، حيث خرج بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في وقت سابق، يحذر من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى مواقع متقدمة في الحكم في مصر، في سياق حالة الفزع الغربي من الإخوان على غرار ما كان يفعل النظام السابق.