قال المؤرخ أبو القاسم سعد الله، أمس، إنه قد مل شم رائحة الحروب بين الإخوة، ومشاهد استبداد السلطة، مضيفا أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى صياغة أفكار تقرأ التاريخ وتستوعبه. وشدد المتحدث على ضرورة جلب الأمة الإسلامية للعلماء من كل حدب وصوب، وليس طردهم، في إسقاط تاريخي على مقتل يحي ابن خلدون، شقيق عبد الرحمن بن خلدون، وكذا الشاعر التلمساني ابن خميس في منفاه بسبتة الأندلسية، وذلك خلال محاضرة ''تلمسان قطب الأفكار والعلماء في العهد الزياني''، المندرجة في أول ملتقى دولي '' تاريخ حضارة تلمسان ونواحيها''، منظم بجامعة تلمسان في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011، حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي، ومدعوون من العراق ومصر وماليزيا وسوريا والمغرب وتونس والإمارات العربية المتحدة، ومن بلدان غير إسلامية كفرنسا وألمانيا. وتساءل أبو القاسم عن جدوى سرد أسماء العلماء ومؤلفاتهم، ليشير في نفس السياق إلى أن الأهم هو فهم عمق التاريخ، مردفا ''تلمسان لها أفضال تاريخية على الأمة الإسلامية، فقد كانت سباقة في بناء المدارس العلمية والمساجد، لتحتضن الرياضيين والفلكيين، ولو توفر لها الاستقرار السياسي لتحولت مدارسها إلى جامعات تضاهي الأزهر والزيتونة''. يذكر أن الملتقى سيمتد على طول ثلاثة أيام، تقدم خلالها 50 محاضرة، حول تاريخ تلمسان الحضاري.