انطلقت يوم الأحد بجامعة "أبو بكر بلقايد" لتلمسان أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "تاريخ حاضرة تلمسان ونواحيها" والذي يندرج في إطار الأنشطة المبرمجة في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011". وخلال الجلسة الافتتاحية، قدمت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، شكرها للأساتذة المشاركين في هذا اللقاء والقادمين من مناطق مختلفة من العالم مؤكدة أن العلم والبحث العلمي لا يعرفان الحدود والمسافات. كما أبرزت الوزيرة "المراحل المضيئة" لتاريخ تلمسان وحضارتها المتميزة بالأعلام الفكرية والثقافية والفنية مشيرة الى الشخصيات البارزة التي أنجبتها المنطقة عبر مختلف الحقب التاريخية. ومن جهته، قدم رئيس اللجنة العلمية للملتقى السيد عبد المجيد بوجلة موضوع اللقاء حيث أكد أن تلمسان التي تزخر بتاريخ حافل خلال الحقب والأزمنة التاريخية المتعاقبة كانت "الحاضرة والقلعة الحضارية منذ زمن الفتوحات لتتحول إلى عاصمة سياسية كبيرة استقطب تاريخها مظاهر مختلفة من الازدهار الحضاري". وأضاف نفس المتحدث أن تلمسان قد تمكنت من ربط العلاقة مع دول الجوار والبلاد البعيدة" واشتهرت بالعلم والعلماء والأولياء الصالحين حتى أضحت "منارة علمية وثقافية ومحطة عبور هامة بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية". ويرمي هذا اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام إلى تسليط الضوء على حضارة تلمسان وتاريخها الحافل بالأحداث بمشاركة عدد هام من الأساتذة والباحثين من الجزائر ومن عدة بلدان مثل المملكة العربية السعودية واسبانيا وفرنسا والأردن ومصر والمغرب وماليزيا وفلسطين وسوريا وليبيا وتونس وغيرها. وقد حدد المنظمون خمس محاور للنقاش خلال الأشغال هي "تلمسان في العصور القديمة" و"في عهد الفتوحات الإسلامية" ثم "في العهد العثماني" و"الحقبة الاستعمارية الفرنسية". كما يتناول المحور الخامس موضوع "تلمسان في الكتابات العربية والأجنبية" مع التأكيد أساسا على "النصوص التاريخية وكتب الرحالة والمخطوطات" التي خلفها التراث الوطني النفيس ببعض المكتبات. وتتضمن الجلسة الأولى لهذا اليوم ثماني محاضرات منها "تلمسان قطب الأفكار والعلماء في العهد الزياني" للمفكر الجزائري أبو القاسم سعد الله و"دور وقف أبو مدين التلمساني في حماية حائط البراق حتى ثورة 1929" للأستاذة بشرى علي خير بك من سوريا و"التنوع الثقافي في تراث شاعري تلمسان عفيف الدين (690 ه) وابن حجلة (776ه)" من تقديم المفكر الماليزي مجاهد مصطفى بهجت. ومن جهته، سينشط الأستاذ محمد بوكبوط من المغرب محاضرة بعنوان "تلمسان في عيون الرحالة المغاربة خلال العصر الحديث" على أن يقدم الأستاذ سلمي فضل صعيدي أحمد من المملكة العربية السعودية محاضرة بعنوان "المدارس الفكرية والتربوية في تلمسان من خلال شبكة الأنترنت: رؤية نقدية". ويشمل برنامج هذا الملتقى المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالتنسيق مع جامعة تلمسان سلسلة من المحاضرات الأخرى سيسلط من خلالها المختصون الضوء على مآثر وأعمال العديد من رجالات الفكر والثقافة الذين اقترنت أسماؤهم بعاصمة الزيانيين وما شهدته تلمسان من أحداث سياسية واجتماعية ونشاط فكري وثقافي على مر العصور.