عادت ظاهرة الاختطاف إلى واجهة الأحداث من جديد، لكن وبغض النظر عن الأسباب التي تدفع بأصحابها إلى اقترافها، فإن الظاهرة باتت تشكل خطرا على المجتمع. ففي جيجل كان دافع مختطفي شاب هو الظفر بمبلغ 170 سنتيم مقابل إطلاق سراح ضحيتهم، بينما كان البحث عن النزوة سببا آخر لاختطاف شابة في باب الزوار من قبل أربعة أشخاص، وظلت محتجزة ليومين في مستودع مهمل، وهو نفس الدافع الذي جعل ثلاثة شبان في مغنية يختطفون فتاتين لمدة 10 أيام من محطة سيارات الأجرة. نجحت فرقة قمع الإجرام بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، قبل يومين، في تحرير فتاة تم اختطافها من قبل أربعة أشخاص بباب الزوار، وظلت محتجزة ليومين في مستودع مهمل أين تداول مختطفوها في الاعتداء عليها. تركت الشابة ''ز.أ''، 22 سنة، بيتها العائلي في البليدة بسبب مشاكل مع أهلها بعد طلاقها، واتجهت إلى الجزائر العاصمة بحثا عن حياة أفضل، غير أن نهاية رحلتها كانت مأساة بعد أن اعترض سبيلها مجموعة من المنحرفين اعتدوا على شرفها. وكانت الضحية ''ز.أ'' في طريقها إلى باب الزوار الجمعة الماضي، للقاء إحدى صديقاتها لتنزل في ضيافتها بضعة أيام، ولأنها غريبة عن المكان، وخوفا من أن تظل طريقها، طلبت من إحدى الفتيات أن تدلها على العنوان الذي تقصده. وادعت تلك الفتاة أنها ستساعدها فسارتا معا إلى أن بلغتا حديقة التسلية لباب الزوار، بمحاذاة مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، وهي حديقة مهملة يتواجد بها مجموعة من مستودعات تركها أصحابها، وهناك طلبت تلك الفتاة من الضحية أن تنتظرها للحظات. غير أن غياب الفتاة طال، وزاد قلق الضحية من بقائها وحيدة في المكان الذي كان خاليا حينها، خاصة وأن اليوم كان يوم جمعة، وفي هذه الأثناء باغتها شابان اقتاداها بالقوة إلى أحد المستودعات في الحديقة، وهما المدعوان ''ب.ك'' و''ر.ب''، اللذان احتجزاها في المكان وتداولا في الاعتداء عليها رفقة شريكين آخرين. ولأن رصيد هاتفها كان خاليا، تفطنت الفتاة إلى إرسال رسالة نجدة مجانية من هاتفها النقال إلى أحد معارفها في ولاية البليدة، هذا الأخير شحن لها رصيدها واتصل بها، لتخبره بأنه تم اختطافها وبأنها متواجدة في مكان بباب الزوار بالقرب من حديقة التسلية القديمة. وتمكن صديق الفتاة من تحديد مكانها بعد أن وصل إلى المكان الذي اكتشف أنه يقع بمحاذاة مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، أين أودع شكوى ليتم تحرير الفتاة بعد وقت قصير من إيداع الشكوى. وتبين بعد أن تم مداهمة مكان احتجاز الفتاة أن الحديقة تحوّلت إلى وكر للدعارة والمنحرفين، حيث وجدت في مستودع آخر فتاة أخرى رفقة شابين آخرين، هما المدعوان ''أ.س'' و''ب.ل''، يجتمعون في المكان لشرب الخمر وممارسة الرذيلة. ويواجه المتورطون أمام العدالة تهم الاختطاف والاحتجاز والتعدي الجنسي تحت التهديد، وإنشاء وكر للدعارة، وينتظر تقديمهم قريبا للمحاكمة، فيما لا يزال البحث جار عن الفتاة التي تواطأت مع المتهمين لاختطاف الضحية.