وصل، أمس، إلى أرض الوطن عن طريق المركز الحدودي مع تونس ''بوشبكة''، التابع إقليميا إلى بلدية الحويجبات بتبسة، 25 رعية جزائرية قدموا من مدينة الزاوية وبنغازي إلى تبسة عبر تونس، 21 منهم قدموا عبر باخرة تونسية رست بهم في ميناء صفاقسالتونسية، ويقطن هؤلاء بسيدي بلعباس وتيبازة وحجوط ووهران وفالمة وخنشلة ومعسكر. قال عبد السلام جبوري الذي يعمل ممرضا منذ أكثر من 10 سنوات بمستشفى للأمراض الصدرية بمدينة بنغازي ل''الخبر'': ''لقد تركنا أرزاقنا ومنازلنا نحو مصير مجهول، والرحلة باتجاه الجزائر رفقة العائلة كانت مضنية ومتعبة لفترة 30 ساعة، سواء على الباخرة التونسية، أو للعبور برا إلى مدينة تبسة''، مشيرا إلى أنه عمل لأكثر من 10 سنوات كممرض وبراتب محترم يعادل 1200 دينار ليبي، أي ما قيمته 7 ملايين سنتيم بالعملة الجزائرية، و''أبنائي تعودوا على الجو هناك، حيث كانوا ويدرسون في مؤسسات تربوية خاصة بأثمان رمزية''، مشيرا إلى أن الشعب الليبي الذي احتضن العائلات الجزائرية في بنغازي، وكل اللجان الشعبية كانت تسارع إلى اتخاذ الإجراءات لحمايتنا كجزائريين''.. ونقل جبوري صورة عن الاحتجاجات في بنغازي، وقال إن يومين من الاحتجاجات كانت كافية لانضمام الأجهزة الأمنية لصفوف المتظاهرين. وقال مواطن آخر من فالمة، كان يعمل لحّاما في بن غازي، إن كل الجزائريين هناك بخير''. أما الشاب عصام الدين قحايرية، والبالغ من العمر 26 سنة ومتزوج، أب لطفلة لم تتجاوز 12 شهرا، فقد تحدث عن نجاة أفراد عائلته من موت محقق بعد أن تعرضت بعض المنازل بشارع عمر المختار ببنغازي بليبيا ليلة 16 إلى 17 فيفري الماضي إلى قصف بالطائرات، موضحا ''لقد تضرر مسكني المتواجد بهذا الحي بعد أن سقطك جدار منه، لقد حبست نفسي وزوجتي وبنتي قرابة 10 أيام كاملة، لقد حذرنا المتظاهرون من أن المعركة ستطول ما دفعنا لأخذ احتياطاتنا من حيث التموين''، مضيفا ''غير أن الوضعية زادت سوءا بعد أن اقتحمت مخازن الأسلحة والتحق الجيش بصفوف المحتجين، وهنا تدخلت القوات الموالية للقذافي وأجلت أكثر من ألف شخص بينهم جزائريون''. وقال ''لقد تركت أربعة محلات للملابس بشراكة مع الليبيين بما قيمته أربعة ملايير سنتيم وسيارتين، ويبدو أنني فقدت كل شيء، بعدما عشنا حالة من النهب والفوضى العارمة وغياب الأمن''، مشيرا إلى أنه تمكن من الوصول وعائلته إلى غاية مطار طرابلس بعد رحلة قاسية من بنغازي، ''حيث استخرجنا وثائق مؤقتة من السفارة الجزائرية، وحملتنا طائرة مناوبة ليبية إلى مطار هواري بومدين''، وطالب بالتكفل به وعائلته في مدينة تبسة. من جانب آخر وصل أربعة من شباب ولاية معسكر، تتراوح أعمارهم ما بين 25 و29 سنة، كانوا يعملون في مدينة الزاوية بليبيا، وأكدوا أنهم تعرضوا لمعاناة قاسية قبل أن يصلوا إلى الحدود التونسيةالجزائرية، مرورا بالمعبر الحدودي بين ليبيا وتونس، دون القيام بالتأشير على جوازات سفرهم. وقال الأشخاص الأربعة إنهم لم يحظوا باستقبال من قبل السلطات الجزائرية، مثلما حظوا به من قبل السلطات التونسية عند مغادرتهم الأراضي الليبية، حيث تم نقلهم على متن سياراتهم من مدينة لأخرى إلى غاية الحدود. وأكدوا أنهم تركوا وراءهم أموالهم وممتلكاتهم، التي جمعوها خلال فترات عملهم في الزاوية، وقالوا إنهم تخوفوا من قتلهم من قبل أرباب العمل في حالة مطالبتهم، خاصة وأنهم مسلحون، وأضافوا هؤلاء بأنهم بقوا في غرفة واحدة طيلة أسبوع، تخوفا من القتل قبل أن يتحيّنوا فرصة الصباح الباكر ليفروا إلى الجزائر، وطالبوا سلطات ولاية معسكر مساعدتهم بمناصب عمل.