المجلس الوطني الانتقالي يعيّن قادة ليبيا ما بعد القذافي بعد معركة كسر العظم في ''البريقة''، جاء، أمس، دور مدينة ''الزاوية'' التي شهدت استخدام قوات القذافي للدبابات والطائرات لقصف المتظاهرين بغية استرجاع السيطرة عليها، في الوقت الذي تتجه مجموعات من الثوار لمدينة ''سرت'' مسقط رأس القذافي ل''تحريرها''. قالت مصادر طبية إن عدد القتلى بلغ ثلاثين شخصا على الأقل، أمس السبت، في مدينة الزاوية، 60 كيلومترا غرب طرابلس. وأكد طبيب يدير مستشفى ميدانيا فى وسط الزاوية ''أنه سقط أكثر من 30 قتيلا وأن الأغلبية من المدنيين''. وكان أكثر من 14 شخصا قد لقوا مصرعهم خلال اشتباكات دارت، أول أمس الجمعة، بين المعارضين للنظام الليبي والقوات الموالية للقذافي في الزاوية. وقال شاهد عيان إنه رأى دخول كتائب خميس والمهدي وسحبان بالدبابات والمركبات المدرعة إلى مدينة ''الزاوية''، صباح أمس، وانتقلت إلى شارعي عمر المختار وجمال عبد الناصر الرئيسيين فيها قبل أن تبدأ القصف. ووصف المتحدث ما جرى بأنه لم يحدث حتى في العراق، وتحدث أيضا عن إعلان المساجد الجهاد ضد الكتائب الموالية للقذافي. وذكرت ''الجزيرة'' أن الثوار أحكموا سيطرتهم على مدينة الزاوية بعد مواجهات عنيفة مع الكتائب الأمنية التابعة لنظام القذافي، في حين قال شاهد عيان ل''العربية'' إن المعارك بدأت بعد دخول قوات القذافي للمدينة من عدة اتجاهات قاصدة مركز المدينة، وتحدث عن وجود ما لا يقل عن 70 جثة في المدينة، دون أن يستطيع تأكيد هذه الأرقام، مشيراً إلى انتشار قوات النظام الليبي في شارع عمر المختار بالمدينة. وفي ''راس لانوف''، المنطقة النفطية الاستراتيجية في شرق ليبيا، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح فى معارك دارت أول أمس الجمعة. وقال طبيب بمستشفى مدينة'' أجدابيا'' الواقعة على بعد 200 كلم شرق ''راس لانوف''، في تصريح صحفي: ''لدينا ثمانية قتلى و21 جريحا سقطوا فى المعارك في راس لانوف''، مضيفا أنه تم نقل اثنين أو ثلاثة منهم إلى مستشفى بنغازي في حالة حرجة. وبثت ''الجزيرة'' صورا لطائرة حربية أسقطت في منطقة تابعة لراس لانوف، وفي وقت لاحق أعلن الثوار استيلاءهم على المدينة بعد معارك طاحنة، إلا أن نائب وزير الخارجية الليبية، خالد كعيم، نفى الأمر وقال إن ''مدينة رأس لانوف مازالت تحت سيطرة النظام''. ويحدث هذا، في وقت يواصل الثوار زحفهم نحو مدينة ''سرت''، مسقط رأس القذافي، حيث وصلوا ظهر أمس إلى منطقة بن جواد التي تبعد 30 كلم عن راس لانوف، وحوالي 90 كلم عن سرت. وعلى الصعيد السياسي، انتقل الثوار، من خلال المجلس الوطني الانتقالي، إلى مرحلة جديدة الهدف منها عزل نظام القذافي، حيث عقد المجلس، الذي شكلته قوى المعارضة بمدينة بنغازي، أول اجتماع له أمس السبت، وأصدر مجموعة من القرارات أبرزها تعيين وزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل رئيسا للمجلس، في حين تم تكليف كل من علي العيساوي سفير ليبيا بالهند ومحمود جبريل مسؤول التخطيط الوطني سابقا بتمثيل ليبيا في الخارج، بينما أوكلت للرائد عمر الحريري مهمة تسيير الشؤون العسكرية، كما تولى عبد الرحمن شلقم، سفير ليبيا بالأممالمتحدة المستقيل، مهمة تمثيل الثوار لدى الأممالمتحدة بعدما كان يمثل نظام القذافي. ومن جهته، طالب عبد المنعم الهوني، سفير ليبيا المستقيل من الجامعة العربية، بطرد نظام القذافي من عضوية الجامعة العربية والاعتراف في المقابل بالمجلس الوطني الانتقالي ببنغازي.