قال الله تعالى: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة واركعوا مع الرّاكعين}. فالله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بإقامة الصّلاة في الجماعة، ومن المعلوم أن صلاة الجماعة في المسجد هي القاعدة والأساس، أما صلاة الفرد وحده، فهي عند الضرورة والاستثناء. وقد ثبت في الصحيح أن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد خمسًا وعشرين درجة (البخاري). ورُويَ أنّ صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع رجل واحد، وكلّما كثر عدد المصلين مع بعضهم، كان ذلك أحبّ إلى الله تعالى. (سنن أبي داود). فلا يجوز شرعًا التراخي أو التّهاون عن الصّلاة في الجماعة، أو الانشغال عن أخذ جميع الاحتياطات استعدادًا لحضورها، وإن صوت المؤذن لا يعني فقط حلول وقت الصّلاة، وإنّما يعني مع ذلك دعوة حتمية لتجمّع المسلمين لإقامتها جماعة في المسجد. إنّ الصّلاة كما أمرنا الله تعالى، وأقامها سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم، كانت دائمًا وأبدًا وراء تقويم سلوك المسلمين، حيث تعمل ليل نهار في تصويب مسار حياتهم على منهج الله وضبط مسيرة بناء مجتمعهم على نور كتاب الله تعالى وسُنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما أنها تنهاهم عن الفحشاء والمنكر.