استنكرت عائلات جزائرية تقيم في مدينة مصراتة عدم توقف سفينة الطاسيلي في ميناء مصراتة لإجلائها. ودعت السلطات الجزائرية إلى العمل على إنقاذها من الجحيم الذي تعيشه وترحيلها من هناك. كشف خالد خليل، أستاذ مادة الإلكترونيك في كلية التقنية الصناعية بمدينة مصراتة وأحد الجزائريين المقيمين هناك رفقة عائلته، أن العديد من العائلات الجزائرية المقيمة بالجماهيرية العربية الليبية تعيش منذ أكثر من 15 يوما حالة من الرعب والفزع داخل مدينة مصراتة. وقال الرعية الجزائري إن عشرات العائلات الجزائرية ''تواجه صعوبات كبيرة في الرحيل من مصراتة إلى طرابلس على مسافة 200 كلم بالنظر إلى الظروف الأمنية والاقتتال الجاري في المدن''، مشيرا إلى أنه ''كانت هناك محاولة من جانب بعض الرعايا الجزائريين لمغادرة مصراتة إلى طرابلس خلال 48 ساعة الماضية، لكن تمت إعادتنا من الطريق بمبرر أن الطريق غير آمنة، وتشهد عمليات تفتيش متكررة من قبل مجموعات الثوار أو من قوات القذافي، وبالتالي أصبحنا مجبرين على العيش في هذا الحصار تحت جحيم الخوف من أي انفلات في الأوضاع الأمنية''. وأضاف الأستاذ الجزائري في كلية التقنية الصناعية بمدينة مصراتة ''استغربنا لدى السفارة الجزائرية عدم توقف السفينة الجزائرية ''طاسيلي ''2 في ميناء مصراتة لإجلائنا، وأملنا كبير في مجهودات السفارة الجزائرية التي تتابع ظروف الجالية بكل من سرت ومصراتة وننتظر وعودا بإخراجنا من هذه الظروف الصعبة، وناشد المتحدث السلطات الجزائرية التنسيق لإجلاء العشرات من الجزائريين من سرت ومصراتة، مازالوا تحت حصار وجحيم الرصاص والخوف المستمر من تردي الوضع العام. وأشار نفس المتحدث أن عددا من الرعايا الجزائريين حاولوا المغادرة على متن سفينة مصرية توقفت في ميناء مصراتة، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب إعطاء الأولوية للمصريين. موضحا أن هناك سفينة مصرية ستتوقف اليوم في ميناء مصراتة، وندعو السلطات الجزائرية للتنسيق مع السلطات المصرية بشأن نقلنا من مصراتة عبر هذه السفينة. وأكد الدكتور خالد ''إننا في اتصال يومي مع السفارة الجزائرية، ولا أستطيع أن أقدّر عدد الجالية الجزائرية بمصراتة ولكنها قد تتجاوز 100 فرد، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار من هو متواجد بمدينة سرت''، وأضاف ''لم يتعرض أي من الجزائريين هنا لأي سوء، أو الاستيلاء على أموالهم وأرزاقهم حتى الآن، سواء من الثوار أو من قبل القوات الموالية للقذافي''. وقال الدكتور خالد إن أغلب المناطق الداخلية القريبة من مدينة مصراتة باتت تحت قيادة الثوار، مشيرا إلى أن الأوضاع بمدينة مصراتة بدأت تزداد صعوبة من حيث المعيشة اليومية فكل المحلات التجارية أغلقت أبوابها عدا بعض المخابز التي لا تكفي الحاجيات من هذه المادة الحيوية، فيما شلت نهائيا كل المؤسسات والمصالح الإدارية، وتوقفت أيضا الدروس بالجامعات وفي جميع المراحل التعليمية.