استحضرت مدينة وهران، أول أمس، الذكرى ال 17 لاغتيال فقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة بحسرة. وقال الأستاذ الجامعي رشيد محمد إبراهيم ''إن علولة يتعرض للاغتيال كل يوم، منذ رحيله، بالنظر إلى ما آلت إليه الثقافة والإبداع في بلادنا''. شاهد الجمهور، الذي تنقل إلى قاعة محمود درويش، بمعهد تنمية الموارد البشرية بوهران، ل''أول مرة'' الشريط الوثائقي، الذي أنجزه بوعلام كمال وكان من المفروض أن تبثه التلفزة الجزائرية بعد 40 يوما من اغتيال عبد القادر علولة، لكنها منعته، لأن الشريط استرجع تصريحات سابقة للراحل يقدم فيها وجهة نظره حول أداء وسائل الإعلام العمومية الجزائرية ومنها التلفزة. وكشف سعيد كاتب، رفيق المرحوم، أنه أنجز معه العديد من الأعمال السمعية البصرية في السبعينيات ''لم يشاهدها أحد'' لأنها تعرضت للحجز. وشهد الأستاذ محمد بهلول مدير المعهد، الذي اشتغل مع عبد القادر علولة، في النضال المدني وحقوق الإنسان أن الراحل ''كان سخيا وإنسانيا وكان متجذرا في الأصالة ومناضلا حداثيا ينبذ الإقصاء''. كما تحدّثت السيدة دليلة علولة شقيقة المرحوم، كيف أنها في كل مرة كانت تسأله عن مبررات الاغتيالات التي تعرض لها العديد من الجزائريين وقالت ''كان في كل مرة يجد ما يقول. لكن عندما اغتيل أحمد عسلة وابنه، سألته لماذا؟ رد عليّ: ''لم يعد لي جواب الآن ما دامت آلة الموت تستهدف الفن والثقافة''. وتنوعت الشهادات حول حياة الراحل ونشاطاته المتنوعة، لكنها صبت كلّها في أنه ''كرس كل حياته للآخرين''. وأنه ''اجتهد لتأسيس مسرح جزائري متجذر في الموروث الثقافي والفني الأصيل المرتبط بالإنسان الأكثر حرمانا''. وروى من جهته الشاذلي بن قاسمية المعاناة التي تكبّدها مع عبد القادر علولة لتأسيس جمعية ''رعاية الأطفال المصابين بداء السرطان''. وإصرار الراحل على خدمة هؤلاء الأطفال وإنفاقه من ماله الخاص عليهم. وكشف سيد أحمد سهلة الكاتب المسرحي ''كيف أنقذه'' عبد القادر علولة بعد رحيل والدته والمأساة التي حلّت بعائلته بعدها. وقال ''لقد جاء إلى بيتنا في معسكر، وكان حينها والدي ممتنعا عن الكلام والأكل لمدة قاربت أربعة أشهر، وأصيب أفراد عائلتي بانهيار كبير، وأنا منهم. واختلى بوالدي ولا أحد يعلم ما كان يهمس في أذنه. وفي اليوم الموالي عدنا جميعا إلى طبيعتنا. لن أنساه أبدا''. وقالت السيدة رجا علولة في شهادتها ''أجتهد منذ 17 سنة لجمع ما تركه عبد القادر. وأصدقكم القول أنه يرهقني. ففي كل مكان أقصده أجده سبقني إليه، وأكتشف فيه أنه ترك أثرا في النّاس. سأواصل العمل حتى أجمع كل تراثه ليكون مخزونا لمجموع الجزائريين''، الذين يجب أن يعرفوا أن وقوف الرّاحل في سلم المسرح الجهوي الذي يحمل اليوم اسمه بوهران، هو الذي أنقذه من الحرق في أكتوبر 1988 وبعد يومين من إنقاذه لهذا الصرح الفني تم اعتقاله بتهمة التمرد.