اليابان ترفع أعلى درجات التأهب تسبب الزلزال الذي ضرب شمال شرق اليابان في انهيار سقف وجدران مبنى مفاعل نووي رقم واحد أمس، على مستوى محطة فوكوشيما النووية الواقعة على بعد 250 كلم شمال طوكيو. وصنفت الوكالة اليابانية للأمن النووي والصناعي، أمس، هذا الحادث في المستوى الرابع من سلم درجة الخطورة الذي يمتد إلي سبع درجات. وقد خلف انهيار سقف وجدران مبنى المحطة النووية الأولى، إصابة أربعة أشخاص بجروح بليغة، ما أدى إلى إرسال فرق إطفاء خاصة مدربة على التعامل مع الحالات الطارئة، وهي الحادثة التي تذكرنا بكارثة تشرنوبل عندما حدث تسرب إشعاعي في الثمانينيات. وصرح مسؤول بهيئة تابعة للصناعة النووية بأن الانفجار سببه اشتعال غاز الهيدروجين، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يقترن هذا الانفجار بتسرب إشعاعات نووية. ورفعت السلطات بعد الإعلان عن تسرّب إشعاعي قرب محطتي فوكوشيما النوويتين أعلى درجات التأهب، ولتفادي وقوع كارثة نووية فتحت صمامات المفاعل لبعث بخار إشعاعي وتخفيف الضغط الداخلي المرتفع بشكل غير طبيعي. كما تم اكتشاف مادة السيزيوم المشعة بالقرب من محطتي فوكوشيما النوويتين، اللتين ضربهما الزلزال المدمر. كما تزايدت المخاوف حول ارتفاع مستويات الإشعاع حول المحطتين النوويتين اللتين شهدتا تعطل أنظمة التبريد بهما، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وفي السياق ذاته سعت السلطات إلى تبريد المفاعل الذي يبلغ عمره 40 عاما، وبدأت السلطات بعملية تسريب الهواء منه بعد أن وصلت نسبة الإشعاع إلى حوالي ألف مرة أكثر من المستوى الطبيعي في غرفة التحكم بالمفاعل رقم واحد و8 مرات من المستوى الطبيعي عند بوابة المفاعل الأساسية. وأثارت سحابة الدخان الأبيض فوق موقع المحطة النووية، مخاوف لدى السكان القاطنين في المنطقة من وقوع انفجار قوي يودي بحياتهم. وقد تم إجلاء 3 آلاف ياباني يقيمون في الجوار على الرغم من قول السلطات إنه لا يوجد خطر فوري على صحة المواطنين، إلا أنه يجب إخلاء المنازل التي تقع في دائرة قطرها 10 كلم خوفا من حصول تسرب المفاعل نووي. ومن جانبهم نصح الخبراء المواطنين بتوخي الحذر وحماية جهازهم التنفسي بفوطة مبللة وتغطية جسدهم إلى أقصى حد، لتجنب تعرض جلدهم مباشرة إلى الهواء والحرارة المرتفعة عن مستوياتها العادية. وعلى خلفية الوضع النووي في اليابان، دعت المفوضية الأوروبية خبراء الأمن النووي في الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع بداية الأسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل عن الانفجار، لعدم توفر معلومات دقيقة والوقوف على المنشآت النووية التي قد تكون معرضة للخطر بعد الزلزال وما تبعه من تسونامي.