يكشف فيلم ''أرخبيل الرمال'' للمخرج غوثي بن ددوش، عن بعض الجوانب الخفية من تاريخ الاستعمار الفرنسي بالجزائر، مستحضرا العلاقة الإنسانية التي ربطت شابا فرنسيا بأهل سكان قرية ''أولاد ناصر'' ببسكرة، ورفضه الممارسات الوحشية التي يرتكبها الجيش الفرنسي ضدهم. احتضنت قاعة ''سيرا مايسترا'' بالعاصمة، عشية أول أمس، العرض الأول لآخر عمل سينمائي للمخرج غوثي بن ددوش ''أرخبيل الرمال''، تزامنا مع إحياء الذكرى ال13 لتأسيس الجمعية الفنية السينمائية ''أضواء'' التي يرأسها عمار العسكري. واشتغل المخرج غوثي بن ددوش عبر فيلمه، على تعرية بعض الجوانب الخفية من تاريخ الاستعمار الفرنسي بالجزائر قبل الحرب العالمية الثانية، مستعينا في ذلك بديكور طبيعي مائة بالمائة، حيث رصد حقبة زمكانية في منتهى الأهمية بالنسبة إلى سكان قرية ''أولاد ناصر'' الواقعة بضواحي مدينة بسكرة، فضلا عن عدد من المدن المتاخمة لها. تكشف أحداث فيلم ''أرخبيل الرمال'' لكاتب السيناريو مراد بربون والمنتج بشير درايس، طيلة ما يقارب ساعة ونصف ساعة من الزمن، عن العلاقة الإنسانية التي ربطت شابا فرنسيا بأهل سكان قرية ''أولاد ناصر'' وتعاطفه معهم، بعد معاينته للواقع المأساوي الذي كانوا يتخبطون فيه. ويروي الفيلم قصة الشاب الفرنسي ''جون برتييه'' المولع بالفن التشيكلي، الذي يقرر القيام بزيارة استكشافية للجزائر، وبالضبط إلى مدينة بسكرة التي يعجب بمناظرها الخلابة ومواقعها الأثرية، قبل أن يلتقي ب''الشيخ قاسم'' أحد أعيان المنطقة، فتجمعهما علاقة حميمية، رغم تسمم الأوضاع التي تعرفها الجزائر، وما يقوم به الجيش الفرنسي من مجازر ضد الجزائريين. تتسلسل الأحداث وفق منحى تصاعدي، لتنفجر الحبكة الدرامية، عندما يتفاجأ ''جون برتييه'' بالمخططات القذرة التي كانت تعدّها القوات الفرنسية، لإخلاء المنطقة من سكانها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية، ما يدفعه لرفض الفكرة والتعاطف مع الجزائريين الذين تقاسم معهم أجمل الذكريات، خلال تنقله إلى عدد من المواقع التي ترجمها عبر الريشة والألوان في لوحاته التشكيلية، وهو ما لم يتقبله الضباط الفرنسيون الذين كانوا بدورهم أصدقاءه. وتتأزم الأوضاع في المنطقة معلنة عن حرب دامية خلفت العديد من الضحايا، وفي مقدمتهم الشيخ قاسم، الإنسان المسالم والأب الروحي لقرية ''أولاد ناصر''، ليقف ''جون برتييه'' وحيدا مصدوما، وسط حمّام من الدّم، امتزجت فيه دماء أقرب الناس إليه. للإشارة، فإن الفليم سجل مشاركة عدة ممثلين جزائريين وفرنسيين، منهم حميد رماص الذي تقمص شخصية الشيخ قاسم، وإيمانويل تكسيرو الذي أدى دور جون برتييه، إضافة إلى عبدالعزيز قردة وياسين بن جملين وغيرهم.