احتضنت قاعة ''سييرا مايسترا'' بالعاصمة مساء أول أمس، تظاهرة تكريمية أقامتها جمعية ''أضواء'' السينمائية التي يرأسها المخرج عمار العسكري، على شرف ''عميدة الممثلات'' الجزائريات وابنة مدينة البليدة أجوري عائشة، الشهيرة ب''كلثوم'' التي منعتها حالتها الصحية المتدهورة من الحضور· وشارك في حفل التكريم العديد من رموز ''الفن السابع'' و''أبي الفنون'' من مخرجين وممثلين· وافتتح الحفل التكريمي على إيقاع نغمات ''الزرنة'' كلفتة رمزية تشير إلى عمق التراث الجزائري والأصالة التي دافعت عنها الممثلة التي تجاوزت سن ال 94 طوال مسيرتها الفنية· ورغم أن الفنانة كلثوم كانت غائبة، إلا أن الممثل محمد عجايمي تمكن من ''استحضار'' صورتها ورحل بخيال وأسماع الحاضرين بعيدا من خلال قراءات شعرية ألقاها تحية وتقديرا لفنانة أفنت سنوات عمرها في خدمة الثقافة والسينما الجزائرية· وتضمنت الاحتفالية من جانب آخر، عرض فيلم للمخرج عمر رابية يوثق عبر 52 دقيقة، للمشوار الفني لكلثوم وأعمالها التي يعد فيلم ''ريح الأوراس''، ,1966 للمخرج لخضر حامينة، من أبرزها، حيث يصور هذا الفيلم الفنانة كلثوم ومعاناتها بعد وفاة زوجها في قصف جوي لمنزل العائلة بمنطقة ''الأوراس''، واعتقال سلطات الاحتلال الفرنسي لابنها ورحلتها بعد ذلك في البحث عنه واقتفاء أثره من معتقل لآخر لتموت لاحقا عند السلك الشائك الذي يحيط بمكان اعتقال ابنها بعدما كانت تحاول الاقتراب منه· ومن خلال هذه الصورة، أجمع رفقاء ومقربو كلثوم، أن الفنانة تمكنت باحترافية كبيرة من رسم معاناة المرأة والأم الجزائرية أثناء سنوات الاحتلال الفرنسي· وتضمن الفيلم ''البورتريه'' شهادات لممثلين وسينمائيين عملوا مع الفنانة كلثوم في أفلام ومسرحيات عديدة تركت بصمتها الخالدة في المسار السينمائي والمسرحي الجزائري، وأثرت ''أجندة'' السينما الثورية والاجتماعية·على صعيد آخر، سطرت جمعية ''أضواء'' برنامجا سينمائيا حافلا في عدة ولايات من بينها النعامة التي ستشهد ابتداء من ال 23 إلى غاية ال 25 مارس الجاري، سلسلة عروض سينمائية تتضمن باقة مختارة من أهم الأفلام الجزائرية على غرار ''أبواب الصمت'' للمخرج عمار العسكري و''الهدية الأخيرة'' لصاحبه الغوثي بن ددوش وفيلم ''مسخرة'' للمخرج إلياس سالم و''أنديجان'' لمخرجه رشيد بوشارب·