اتهمت، أمس، الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أطرافا سياسية جزائرية نعتتها ب''الأقلية''، قالت إنها تعمل على تقديم خدمات لقوى غربية إمبريالية، وتحاول استيراد ثورات برتقالية لضرب مشروع إعادة إعمار الجزائر. ودعت حنون إلى ''حتمية حل البرلمان الفاقد للشرعية'' وإنشاء مجلس تأسيسي ''دون أي تدخلات أو إملاءات أجنبية''. قالت حنون، في كلمتها الافتتاحية لأعمال الهيئة الجامعة لحزب العمال المنعقدة بتيبازة، إن أطرافا وصفتها بالأقلية، تحركت أو حركت لاستيراد ثورات برتقالية يصنعها الغرب المثير للحروب، لأن الجزائر، حسب زعيمة حزب العمال، أزعجت الأنظمة الإمبريالية بسبب مواقفها الثابتة والرافضة للتدخل الأجنبي في سيادة الدول، ومنها الموقف المسجل في القضية الليبية ومعارضتها للمخططات الإقليمية الهادفة لاقتسام ثروات منطقة الساحل والمغرب العربي، إضافة إلى حجم الاستثمارات العمومية والسياسة الاجتماعية، وبالأخص قانون المالية التكميلي لسنتي 2009 و2010 اللذين سببا موجة انتقادات خارجية تطعن في القرارات السيادية الوطنية. وردت حنون على عبد العزيز بلخادم الذي قال ''إن دواعي حل البرلمان غير متوفرة''، بجملة مناقضة لتصريحه ''نحن نقول إنها متوفرة، بدل الواحد عشرة''. واعتبرت المجلس الشعبي الوطني فاقدا للشرعية منذ 2007، حيث أصبح خاضعا لقوى المال التي شكلت لوبيات سياسية وقفت ضد تعديلات وإصلاحات هامة. كما قالت إن البرلمان الحالي ''غير مؤهل لتعديل الدستور وفاقد للمصداقية''. وترى حنون أنه ''من الضروري اختفاء الإطار المؤسساتي الموروث عن نظام الحزب الواحد، وتجنب المكاتب السرية لتعديل الدستور''. وشددت حنون على ضرورة أن ''يمر التعديل عبر نقاش توافقي يمهد لبناء صرح ديمقراطي، قائم على الإصلاح السياسي الوطني، والعودة إلى مجلس تأسيسي محصن ضد كل أشكال التدخل الأجنبي''. واعتبرت لويزة حنون أن الغضب المتصاعد ضد مسؤولين محليين ووطنيين، ''إذا لم يجد منفذا حقيقيا واستجابة فورية للمطالب الشبانية والعمالية والشرائح الأخرى، فلا أحد يتوقع مدى الانفلات الذي سيترتب عنه''. كما أدانت لويزة حنون التحالف الفرنسي البريطاني الأمريكي الذي يقود الحملة العسكرية ضد ليبيا، وهي دول، كما أشارت، ''تسعى لصرف شعوبها عن الهزات والأزمات العميقة التي تعيشها داخليا والناتجة عن النظام الرأسمالي، وهي القوى التي تستهدف الجزائر من خلال المخططات الأمريكية المسماة ''الشرق الأوسط الكبير'' والمخطط ''العابر للساحل''، الهادفة إلى تفكيك الأمم من باكستان إلى موريتانيا، إضافة إلى مشروع ''أفريكوم''، الذي يشكل تهديدا خطيرا لبلادنا وللمنطقة. كما اتهمت حنون قوى التحالف بمحاصرة الثورة التونسية، والمساس بالمسار الثوري المصري وتنفيذ مخطط 1995 الهادف إلى تقسيم ليبيا إلى دويلات.