أعلن ممثلو العقيد القذافي عن موافقتهم على ''تجسيد خطة الطريق'' التي عرضها عليهم الاتحاد الإفريقي في اجتماع مغلق عقد أمس بأديس أبابا. ودعا الاتحاد الإفريقي، أمس، إلى المصادقة على ''إصلاحات سياسية ضرورية للقضاء على أسباب الأزمة الحالية''، مما يمكن الإخوة الأعداء من التفكير في ''مرحلة انتقالية (...) تنتهي بانتخاب مؤسسات ديمقراطية''. وتم الاجتماع في أديس أبابا الإثيوبية، بحضور وزراء خارجية الدول الإفريقية الخمس المشكلة للجنة الوساطة (جنوب إفريقيا، الكونغو، موريتانيا، مالي وأوغندا) والأمين العام للمؤتمرات الشعبية الليبي محمد أبو القاسم زواي، الذي جاء رفقة أربعة وزراء موالين للعقيد معمر القذافي. ولم يحضر الاجتماع أي ممثل عن المجلس الانتقالي المعارض، الذي تأسس في بنغازي وباركته دول غربية كثيرة واعترفت به فرنسا. كما شارك في الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. وصرح رئيس اللجنة الإفريقية الغابوني جان بينغ في افتتاح الأشغال ''بأن الوضع خطير جدا، بالنسبة لليبيا ولكل المنطقة''. وقال أيضا إن الهدف من اللقاء هو ''تسهيل تبادل الآراء والبحث عن وسائل وطرق للخروج من الأزمة في أقرب وقت''. وكان موقف الاتحاد الإفريقي واضحا من التدخل العسكري في ليبيا. وكانت مقاطعته لاجتماع باريس الذي تقرر فيه الشروع في القصف في ليبيا تعبيرا واضحا على الموقف الإفريقي. ثم عرض على ليبيا استقبال وفد إفريقيا عن اللجنة التي تأسست لهذا الغرض، لكن القصف الجوي الذي شُرع فيه لم يمكن الوفد من دخول التراب الليبي. ويعرض اليوم الاتحاد الإفريقي ''خريطة طريق واقعية ومنسجمة''، كما قال بينغ، تعمل على إنهاء المواجهات في ليبيا وتساعد على إيصال المساعدات الإنسانية وحماية الأجانب المتواجدين في ليبيا. وبإشراك ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في الاجتماع، تحاول اللجنة الإفريقية جر المجموعة الدولية نحو حل تفاوضي للأزمة الليبية، وإنهاء الصراع بعد قبول مبدأ الحل السياسي المعروض على طرفي النزاع.