تابع عشاق الفن السابع، أول أمس، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''مساجد، زوايا وأضرحة أولياء الله الصالحين بني سنوس نموذجا'' للمخرج حسين ناصف، بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، والذي أبرز التعايش ما بين مختلف الأديان الذي كان سائدا في منطقة بني سنوس منذ قرون مرت. نقلت عدسات كاميرا المخرج حسين ناصف، الجمهور الذي حضر العرض الشرفي للفيلم الوثائقي '' مساجد، زوايا وأضرحة أولياء الله الصالحين بني سنوس نموذجا''، في رحلة عبر الزمن، دامت 70 دقيقة من الزمن، حيث كانت الانطلاقة من مدينة تلمسان ومن باب الخميس بالتحديد. وقدم المخرج نبذة تاريخية عن أحد أبواب المدينة الأربعة، والذي كان يفتح آفاق التوجه نحو سوق الخميس الشهير، في القرون الغابرة، أين كانت المنطقة محطة عبور نحو الأندلس والمغرب الأقصى، لتحمل إحدى قرى بني سنوس وأكبرها اسم الخميس. وعرجت الكاميرا، في الفيلم الوثائقي الذي كتبه الدكتور الباحث محمد قنطاري، على قرية ''تافسرة''، والتي تعني ''تدفق الماء من كل جهة''، وتمثل روابي في سفح جبال بني سنوس، عرفها الإنسان منذ عابر الأزمان. كما ركز العمل على مسجد ''تافسرة''، الذي يحمل اسم الصحابي عبد الله بن جعفر، وهو أقدم معبد في المنطقة، تعبّد فيه اليهود ثم جعله المسيحيون كنيسة، ليحوله الفاتحون من جيوش المسلمين إلى مسجد. وحسب الشهادات التي استنطقها العمل، وكانت أهمها للدكتور غوتي بن سنوسي من جامعة تلمسان، فإن الأبحاث والحفريات التي أجريت بعين المكان، تدل أنه بني في منتصف القرن الثاني للهجرة، على أنقاض الكنيسة والمعبد. وانتقلت كاميرا حسين ناصف من ''تافسرة'' ومسجدها العتيق، إلى قرى المنطقة ''بالعزايل'' و''بني عشير'' و''بني حمو'' و''الخميس''، أين سلّط الأضواء على مساجدها العتيقة، والتي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الموحدين والزيانيين، حيث تتشابه مواد البناء المستعملة. وقد خلص العمل أن حوار الديانات انطلق منذ قرون، بمنطقة بني سنوس، أين تجد المقبرة اليهودية تقابل المقبرة المسيحية، والإسلامية، في نسيج بمسجد الخميس، تصادف مع اكتشاف هياكل عظمية يجري البحث لمعرفة عمرها التاريخي. وصور الفيلم الوثائقي، بطريقة خيالية، مرور العلامة ابن خلدون بالمنطقة، وتحديدا بمغارات بني عشير الشبيهة بمغارات فرندة بولاية تيارت، أين بدأ كتابة أجزاء من مقدمته الشهيرة. وقد دافع المؤلف محمد قنطاوي أثناء النقاش، عن المعلومة التي أوردها، حول تنقل ابن خلدون إلى فرندة ومروره بمغارة بني عشير، والتي كانت تحتاج إلى تدقيق وتوثيق وتحقيق تاريخي لإثبات صحتها. معتبرا أن تنقله إلى هناك ومعاينة المغارة، جعله يتأكد من مرور ابن خلدون ببني عشير أثناء حلوله بتلمسان، أين درس بالعباد بالمدرسة الخلدونية، التي تحمل اسمه.