يعتبر داء قرحة القدم السكري من أخطر الأمراض التي تصيب مرضى السكري، ويتمثل المرض في فقدان المريض للإحساس بقدمه، ويصبح بذلك هذا العضو عرضة لمختلف الإصابات والأمراض، ليكون مصيره البتر في أغلب الأحيان، رغم وجود بدائل تغني عن قطع الرجل، حسب الدكتورة ن. بوجناح. يلجأ الأطباء عند تطور المرض إلى بتر القدم خوفا من انتقال العدوى إلى باقي أجزاء الجسم، في حين توجد تقنية بسيطة وغير مكلفة يمكن من خلالها تفادي اللجوء إلى بتر القدم، وتسمى العلاج عن طريق ''كاربوكسيتيرابي''، أي ''طريقة الحقن بالأوكسجين'' حسب الدكتورة ن. بوجناح، مختصة في الجراحة العامة والجراحة التجميلية، التقتها ''الخبر'' على هامش اليوم العالمي للصحة بجامعة الدكتور يحيى فارس. وأشارت الدكتورة بوجناح إلى أنها تقنية علاجية جديدة على أساس طريقة الحقن بالأوكسجين لعلاج قرحة القدم السكري، علما، تقول، أن مرض السكري هو مرض قاتل، وأن نسبة 10 بالمائة من المصابين به يموتون عندما تبتر قدمهم. وتعتمد هذه التقنية على حقن الجزء المصاب من القدم بالأوكسجين، وهي طريقة جد سهلة وغير مكلفة يمكن أن تمارس، حسبها، من طرف أي طبيب وفي أي مؤسسة صحية، وليست لها أية مضاعفات على صحة المريض بل بالعكس. فبفضل هذه العملية، يستطيع المريض أن يحافظ على قدمه التي كانت ستبتر، وقد يفقد حياته معها، علما أن جميع الحالات التي قامت بعلاجها في الجزائر مجانا على مستوى عيادتها، والمقدرة ب45 حالة، قد تم شفاؤها بنسبة 100 بالمائة دون أية مضاعفات، تقول. وقد اكتشفت هذه التقنية منذ أكثر من 80 سنة، وهي مستعملة في 30 دولة، وتوجد مئات الكتب والمراجع التي تتحدث عن هذه التقنية. وتقول الدكتورة بوجناح إنها قامت بتسليمها إلى الوزارة الوصية. وعن طريقة العلاج، تقول الدكتورة بوجناح إنه يتم أولا معالجة الجرح بالمضادات الحيوية كعلاج موضعي، ثم يبدأ العلاج بحقن الغاز في المكان المصاب لإعادة فتح الشرايين وتنشيط الخلايا التي فقدت الإحساس، لأن المرض ينتج أساسا عن فقدان المريض بداء السكري للإحساس بقدمه، مما يجعلها عرضة لمختلف الإصابات. أما المرحلة الأخيرة في العلاج، فتتمثل في إعادة الإحساس للقدم. وبالنسبة للغاز المستعمل، فيتم إنتاجه محليا، وهو عبارة عن ثاني أكسيد الكربون المعقم ويتم إنتاجه، تقول الدكتورة، بنفس التقنية تقريبا التي ينتج بها الغاز المستعمل في المشروبات الغازية، ولا تتجاوز مدة العلاج في العيادة 10 دقائق للحصة الواحدة، ولا تستدعي دخول المريض إلى المستشفى، ليكمل المريض عملية الاعتناء بالجرح في منزله، وتدوم مدة العلاج من شهر إلى شهر ونصف. وتقول الدكتورة إنها واجهت عدة مشاكل وعراقيل منذ إدخالها لهذه التقنية إلى الجزائر، حيث تعرضت عدة تجهيزات لها تستخدم في تكوين الأطباء لاستعمال هذه التقنية، للحجز على مستوى الميناء منذ شهر ديسمبر من السنة الماضية، ولم يسمح لها بإدخالها كونها اشترطت على مسؤولي قطاع الصحة أن يخصص هذا التكوين لفائدة أطباء القطاع العام فقط، يحصل من خلاله الطبيب على شهادة تؤهله لاستعمال تقنية ال''كاربوكسيتيرابي''، علما، تقول الدكتورة بوجناح، أنه لا يسمح لأي طبيب باستيراد الجهاز المستعمل في الحقن، دون أن يكون متحصلا على هذه الشهادة. وترجع الدكتورة سبب هذه العراقيل إلى كون هذه التقنية غير مكلفة وسهلة الاستعمال، عكس التقنية الكوبية المستعملة حاليا في بعض المستشفيات، والتي تتطلب استعمال نوع من الأدوية الهرمونية تقوم باستيرادها مجموعة معروفة من مستوردي الأدوية، وأن إدخال تقنية ال''كاربوكسيتيرابي'' من شأنه أن يهدّد مصير هؤلاء المستوردين.