قال أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمس، إن قطر ستزوّد المعارضة الليبية بالأسلحة، مؤكدا ما تم تداوله في اليومين الأخيرين. يأتي هذا في الوقت الذي يجري الحديث وسط التحالف الدولي، للخروج عن نص القرار الأممي رقم 1973 الذي لم يشر إلى رحيل القذافي. ساعات بعد اتهام مسؤول في الخارجية الليبية السلطات القطرية بتزويد المعارضة بالسلاح، أكد أمير قطر ذلك في تصريح لقناة ''س.أن.أن'' الأمريكية، حين قال ''إن قطر سوف تقوم بتزويد الثوار بالأسلحة، غير أن هذه الأسلحة تحتاج إلى تدريب''، مضيفاً أن ''من الممكن أن تكون الأسلحة وصلت إلى أيدي الثوار بالفعل خلال اليومين الماضيين''. وهو ما يمكن اعتباره أول خرق للقرار الأممي، الذي لم يشر لتزويد المعارضة بالسلاح، وهي القضية التي قسمت صفوف التحالف الدولي، حيث عارضت الولاياتالمتحدة الفكرة، خوفا من أن تقع الأسلحة في أيادي جماعات إرهابية. وفي هذا الشأن بالذات، تباينت مواقف الدول المشاركة في التحالف، حيث أعربت فرنسا عن ترددها في تزويد المعارضة بالأسلحة في الظرف الحالي، في حين أشارت السلطات البريطانية إلى استعدادها لتزويد المناوئين للقذافي بأجهزة اتصالات. وفي هذا السياق اعترف وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، أمس، أن قوات التحالف تسير للخروج من النطاق السياسي المحدد من طرف القرار الأممي حول ليبيا، عقب ما جاء في مساهمة مشتركة بين الرؤساء، الأمريكي، البريطاني والفرنسي نشرتها أربع صحف دولية، جاء فيها ضرورة رحيل القائد الليبي، معمر القذافي. ولم تنتظر روسيا طويلا لتنتقد عزم دول التحالف تجاوز ما جاء في القرار الأممي، حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرغاي لافروف، أمس، عقب اجتماع مع وزراء خارجية حلف الأطلسي، إن هذا الأخير ''تجاوز ما نصت عليه الأممالمتحدة''، وأكد أنه حان الوقت للمرور إلى المرحلة السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة في ليبيا. وجددت السلطات الإيطالية رفضها مشاركة طائراتها في عملية القصف ضد مواقع القوات الليبية، وقال رئيس المجلس الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، خلال انعقاد مجلس الوزراء ''إيطاليا تقوم بدورها وأكثر في قوات التحالف''، وأضاف، حسب ما أوردته وكالات أنباء إيطالية: ''بحكم القرابة الجغرافية والتاريخ الاستعماري لإيطاليا في ليبيا، فإن أي تدخل أكثر ما نقوم به اليوم سيساء فهمه''. وهو ما أكده وزير الدفاع الإيطالي، في ندوة صحفية أعقبت مجلس الوزراء، حين قال ''إيطاليا لن تغيّر طريقة مساهمتها في التحالف الدولي''، للإشارة فإن المساهمة الإيطالية تقوم أساسا على تسخير قواعدها العسكرية السبع لطائرات الدول المشاركة في قصف القوات الليبية. بالمقابل جددت بعض الدول مثل روسيا والبرازيل والصين، يوم الخميس، معارضتها لاستعمال القوة في ليبيا، والأكيد أنها ستصعّد من لهجتها حيال التحول الذي حدث في الأهداف المسطرة للتدخل الأجنبي بليبيا الذي قفز من حماية المدنيين إلى إسقاط القذافي، حيث جاء في المساهمة ''الرئاسية'' للقادة الثلاثة: ''لا يمكن تصور مستقبل ليبيا مع القذافي''. وما لا يختلف عليه اثنان، أن رفع سقف أهداف التدخل الدولي في ليبيا جاء بعد اقتناع المشاركين في التحالف باستحالة الإطاحة بالقذافي من قبل المعارضة.