دخلت عملية ''فجر أوديسا''، التي أطلقت الضربات الجوية لقوات التحالف ضد نظام العقيد معمر القذافي، مرحلة الجد منذ يوم أمس، حيث تم ضرب مواقع الدفاعات الجوية للجيش الليبي. هذه العملية التي أريد لها أن تكون موجهة ضد أهداف محددة، ودفعت القيادة الليبية إلى إعلان وقف إطلاق النار، طالت مدنيين وفق السلطات الليبية التي أكدت وقوع العشرات من القتلى والجرحى. وفي تطور مفاجئ، أعلن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، أن قوات التحالف تجاوزت تفويضها، وانتقد العمليات العسكرية. وخرج الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بموقف اعتبره المتتبعون بالمفاجئ، حين انتقد قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، وقال: إن ''ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوى الذي كنا نريد منه حماية المدنيين، وليس قصف مدنيين إضافيين''. وقال: ''تجرى حاليا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة في ليبيا''. مضيفا أن ''وقاية المدنيين قد لا تحتاج إلى عمليات عسكرية''. وأوضح أنه ''طلب تقارير رسمية حول ما حدث في ليبيا من قصف جوى وبحري، أدى لسقوط وإصابة العديد من المدنيين الليبيين''. هذا الموقف علقت عليه فرنسا عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع، لوران تيسيي، بالقول إن ''فرنسا تطبق بشكل كامل وحصري القرار .''1973 وقالت السلطات الليبية إن عدد القتلى، نتيجة الضربات الجوية التي توجهها قوات التحالف إلى ليبيا منذ أول أمس، ارتفع إلى 64 شخصا وحوالي 150 جريح، بينهم أطفال. وذكرت تقارير إعلامية أنه تم تشييع جنازة 50 شخصا قتلوا في الهجوم الذي طال طرابلس. قوات القذافي تعلق عملياتها العسكرية وفي خضم الهجومات الواسعة التي يشنها السلاح الجوي والبحري لقوات التحالف في ليبيا، أعلن نظام القذافي وقفا جديدا لإطلاق النار، ابتداء من الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش، تجاوبا مع الدعوة التي وجهها الاتحاد الإفريقي أول أمس إلى ''الوقف الفوري للأعمال الحربية''، حسب ما أكده المتحدث باسم الجيش الليبي. وقال المتحدث إن ''قيادة القوات المسلحة، التزاما منها بالبيان الصادر عن لجنة الاتحاد الإفريقي، السبت في نواقشط، والتزاما منها بقرارات 1970 و1973 للأمم المتحدة، أعطت أوامرها بوقف فوري لإطلاق النار''. وكانت السلطات الليبية أعلنت، الجمعة الفائت، وقفا لإطلاق النار، واعتبر المجتمع الدولي أنها لم تلتزم به. قوات التحالف تواصل ضرباتها وتقيم المرحلة الأولى من ''فجر أوديسا'' وإن تحدثت السلطات الليبية عن وقوع ضحايا مدنيين، فإن القوات الأمريكية أكدت أن الهجمات الصاروخية التي شنتها الولاياتالمتحدة مع القوات البريطانية، في محاولة لشل الدفاعات الجوية الليبية، أصابت 20 من 22 هدفا. وقالت القوات الأمريكية أيضا إن ثلاث قاذفات لا تكشفها أجهزة الرادار قد شاركت في الضربات الجوية، صباح أمس. وقال الأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن الضربات الجوية التي بدأت يوم السبت ''شلت'' أنظمة الدفاع الجوي لقوات القذافي، وأصابت المطارات الليبية، وهاجمت قوات برية ليبية قرب بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا. وأضاف: ''مضت العمليات على نحو جيد. لم تحلق له (للقذافي) طائرات أو طائرات هليكوبتر في اليومين الماضيين. لذا بدأ سريان مفعول الحظر الجوي فعليا''. وكان القصف الجوى قد بدأ، ليلة الأحد، من قبل السفن والغواصات الأمريكية التي وجهت أكثر من 112 صاروخ من طراز ''توماهوك'' ذكية، تتعدى تكلفة الواحد منها 600 ألف دولار، وتعمل بتوجيه من الأقمار الصناعية، ضد أهداف حيوية تابعة لسلاح الجو الليبي. كما ألقت ثلاث طائرات أمريكية من طراز الشبح ''بي - 2 ستيلث'' التي لا تكتشفها أجهزة الرادار، والتي انطلقت، في أول خطوة من نوعها بالنسبة لسلاح الجو الأمريكي من قاعدة أندروز الجوية في ولاية ميرلاند، وتوجهت مباشرة لضرب أهداف في ليبيا، 40 قنبلة على العديد من الأهداف قالت إنها عسكرية. كما شاركت الطائرات الحربية البريطانية والفرنسية في العمليات، وكانت الطائرات الفرنسية هي الأولى التي بدأت قنبلة الأهداف العسكرية التابعة لمعمر القذافي. وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع أن حاملة الطائرات المذكورة غادرت ميناء طولون، حاملة عشرين طائرة حربية، وأنها ستصل إلى مشارف الشواطئ الليبية بعد نحو يومين. وبعد المرحلة الأولى من العمليات العسكرية، أعلنت كل من فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا عن إجرائها تقييما لنتائج عملية ''فجر أوديسا''. قطر تشارك بأربع طائرات عسكرية وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية، لوران تيسيي، أن قطر قررت إرسال أربع طائرات للمشاركة في الحظر الجوي الدولي المفروض على ليبيا. وقال تيسيي إن ''قرار قطر المشاركة يعد حاسما، ويدل على المشاركة العربية في عمليات ضد نظام القذافي لحماية الشعب الليبي''، مؤكدا أن هذا هو الهدف من التدخل في ليبيا.