ما إن أعلن الحكم أمالو نهاية اللقاء بفوز اتحاد الحراش على وفاق سطيف والتأهل إلى النهائي الثالث في تاريخ فريق الضفة اليسرى للعاصمة، حتى انفجر ملعب أول نوفمبر بالحراش، ودوّت أصوات المناصرين أركان المدرجات، بما يشبه حدوث زلزال قوي في هذا المعقل الذي يخيف كل المنافسين، إيذانا ببداية الأفراح والليالي الملاح. كل شيء كان مهيأ لاحتفال آلاف المناصرين بهذا الإنجاز، فكان لا بد من عدم إفساد العرس، خاصة بعد تزيين مدرجات الملعب بمختلف الأشياء التي ترمز للّونين الأصفر والأسود من رايات عملاقة ومتوسطة وحتى صغيرة، وكذا قبعات من كل الأصناف وفانيلات حملها جل من كانوا في الملعب. وحتى سماء الملعب تزينت بألوان الفريق عند تسجيل كل هدف وفي نهاية اللقاء، مما قد يكلف الفريق عقوبة إضافية. لكن هذا يهون أمام وصول ''الصفراء'' إلى النهائي، ما دام هدف الفريق الآن يتمثل في حمل الكأس الثالثة في اللقاء النهائي الذي لن يحتضنه ملعب أول نوفمبر بالطبع. لقد رقص الكبار والصغار داخل الميدان، نظرا للهوس الذي أصاب الجميع، وحتى الرئيس العايب الذي نادرا ما يحضر مباريات فريقه، أعرب عن سعادة لا مثيل لها، واضطر إلى رفع كأس رمزية أعدها بعض المناصرين بالمناسبة، قبل أن يغادر الجميع الملعب، وشرع الأنصار في تنظيم مواكب طويلة للسيارات يجوبون كل معاقل المحبين من الحراش المركزي وبومعطي وسيدي امبارك ووادي السمار إلى جنان المبروك وديار الجماعة وبيلام وبوروبة وحتى لاقلاسيار وباش جراح ووادي أوشايح ما جعل هذه الأحياء وأخرى في براقي والكاليتوس تعرف ليلة بيضاء، وحالت منبهات السيارات والأهازيج الصاخبة دون تمكين سكانها من النوم بأريحية كاملة، بعد أن كانوا قد استيقظوا يوم اللقاء على وقع الصخب الذي بدا عقب صلاة الفجر. هذا ما حدث عقب التأهل إلى النهائي، فكيف سيكون الوضع خلال الأيام التي تسبق الفاتح ماي، والأكثر في حال التتويج بالكأس. المدرب المساعد لاتحاد الحراش تفوقنا على المنافس في جميع المستويات'' ''تفوقنا تقنيا وتكتيكيا وبدنيا على المنافس بنسبة 1000 بالمائة، من خلال سيطرتنا على مجريات اللعب طولا وعرضا، فكان تأهلنا مستحقا إلى الدور النهائي الذي أهديه إلى زميليّ السابقين في اتحاد الحراش عبد القادر مزياني وخالد لونيسي. مدرب وفاق سطيف الحراشيون يستحقّون التأهل ''أعترف بأحقية اتحاد الحراش في التأهل إلى الدور النهائي، وكان فوزه مستحقا على العموم من خلال استحواذه على الكرة بنسبة كبيرة، بسبب النقص العددي لفريقي بعد طرد ديس في الدقيقة ال23 من الشوط الأول. كما أن تراجع لاعبيّ بدنيا في نهاية اللقاء جعلنا ندفع الثمن قبل ثلاث دقائق من انتهاء اللقاء.