ووري جثمان الأستاذ الجامعي والناشط السياسي المرحوم أحمد كرومي الثرى، عصر أمس، في مقبرة عين البيضاءبوهران، بحضور جمع غفير من المشيّعين، وأهله الذين تنقل عدد منهم من بشار، منهم والد المرحوم. وغادر جثمان الفقيد مصلحة حفظ الجثث للمستشفى الجامعي لوهران، في حدود الرابعة زوالا، وكان مغطى بالراية الوطنية التي غطت جثة المرحوم عبد القادر علولة، والتي حرصت بنته رحاب علولة على أن تلف بها جثة أحمد كرومي الذي جمعه النضال بفقيد المسرح الجزائري. وتم نقله إلى مقر سكناه بحي خميستي، شرقي مدينة وهران، قبل أن يتوجه الموكب الجنائزي إلى مقبرة عين البيضاء، وأقيمت عليه صلاة الجنازة، قبل دفنه وسط حضور جمع كبير منهم نساء، أبين إلا أن يحضرن الجنازة. وكانت جثة الراحل قد اكتشفت ملقاة على الأرض، في أحد أركان مقر الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في شارع شانزي، بحي بلاطو في وسط مدينة وهران، أول أمس الأحد، في حدود الساعة الواحدة والنصف، من طرف أحد مناضلي هذا الحزب. وكان الراحل قد اختفى عن الأنظار منذ منتصف نهار الثلاثاء الماضي. وطرح اختفاؤه العديد من التساؤلات والتأويلات، خاصة وأنه كان ينشط في التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، منذ تأسيسها في وهران في أعقاب أحداث جانفي الماضي. وعلمت ''الخبر'' أن ''قضية اختفاء الأستاذ الجامعي أحمد كرومي أخذت بجدية كبيرة في أعلى هرم السلطة. ووُجهت تعليمات لمصالح الأمن الثلاث بالبحث عنه''. ولم تثمر هذه الأبحاث، رغم أن عائلته وزملاءه في النضال طلبوا بأن يستغل هاتفه النقال، الذي بقي يشتغل إلى غاية عصر الخميس الماضي، قبل أن تنفد بطاريته. وتوصل المحققون إلى أن خمسة إطارات من هذا الحزب يملكون مفتاح المقر، منهم الراحل، الذي لم يتم العثور على مفتاحه في جيبه حين اكتشاف جثته. وهم الأشخاص الذين خضعوا لاستجواب الشرطة القضائية يومي السبت والأحد. ولاحظ المحققون حين دخول مقر الحزب أن بعض تجهيزاته كانت مبعثرة، وأن الأبواب لم تتعرض للكسر، كما أن الباب الخارجي كان مغلقا بالمفتاح. كما قامت الشرطة العلمية بأخذ كل البصمات وغيرها من الآثار التي يمكن أن تقود إلى فك لغز الجريمة. ولم يتم العثور على سيارته، التي تعوّد ركنها في شارع عدة بن عودة، حين يقصد مقر الحزب. واستمعت الشرطة أيضا إلى جيران المقر. وقبلها لم تتوقف زوجة الراحل وأقاربه وزملاؤه في النضال في وهران عن التردد على مصالح الأمن والعدالة منذ الأربعاء الماضي للاستفسار عنه. ولقد خضعت جثة الراحل، صباح أمس، للتشريح في مصلحة الطب الشرعي للمستشفى الجامعي لوهران ''تحت حراسة أمنية واضحة''. إذ تم منع أي دخول إلى المصلحة خلال التشريح. وعلمت ''الخبر'' أن المعطيات الأولية لعملية تشريح جثة الفقيد، بينت أنه تعرض إلى ضربة بآلة صلبة على الجهة اليمنى لرأسه، سببت له نزيفا في الدماغ ورعافا من الأنف. وأن جسمه لا يحمل أية آثار أخرى للضرب. وتقرر، منتصف نهار أمس، مع أقارب الراحل، أن يستلموا جثته ويدفنوه بعد العصر. وعلمت ''الخبر'' أيضا أن المحققين اشتبهوا في ثلاثة أشخاص من الذين وجدوا أرقام هواتفهم في سجل نقال الراحل، استبعدوا منهم اثنين، ويجري البحث عن الثالث. كما أن أكبر الاحتمالات التي يشتغل عليها المحققون هي إما ''الابتزاز أو سرقة السيارة''.