رافقت ''الخبر'' أنصار اتحاد الحرّاش وشبيبة القبائل في معاقلهم، ووقفت على استعدادات كل جانب للمباراة النهائية المقررة بعد غد الأحد، بملعب 5 جويلية الأولمبي، حيث صنعت الرايات ومواكب السيارات ديكورا مميزا في الحرّاش وفي تيزي وزو. أنصار ''الصفراء'' يرفعون شعار ''الفقر والسعادة'' ''الكأس ستشرب هذه السنة من وادي الحراش'' يعيش أنصار اتحاد الحراش هذه الأيام على وقع مشاركة فريقهم هذا الموسم في نهائي كأس الجزائر. وهو الحدث الذي حول كل معاقل ''الصفراء'' إلى قاعات كبيرة للأفراح على الهواء الطلق، ليتنفس الجميع كرة القدم التي استطاعت أن تلمّ شمل كل العائلة الحراشية. والأكثر من هذا، أدخل هذا الحدث الكروي الهام البهجة في قلوب هؤلاء الأنصار الذين رفعوا شعار ''الفقر والسعادة'' وهو ما شاهدناه في العديد من اللافتات التي علقت على شرفات العمارات. باقتراب موعد المباراة النهائية لكأس الجزائر المقررة هذا الأحد بملعب 5 جويلية الأولمبي، تصاعدت حمى هذا النهائي في معاقل أنصار اتحاد الحراش الذين يعيشون هذه الساعات على نشوة الوصول لثالث مرة منذ تأسيس ''الصفراء'' سنة 1931 إلى نهائي السيدة الكأس، وكلهم اقتناع بأن التاج سيكون هذا الموسم من نصيب تشكيلة المدرب بوعلام شارف. والأكثر من هذا ''ستشرب هذه الكأس من وادي الحراش يوم الأحد ليلا ''على حد تعبير محمد كيزويت عضو لجنة أنصار اتحاد الحراش الذي التقيناه أول أمس، بحي بلفور رفقة عدد كبير من رفاقه يعدون العدة لغزو ملعب 5 جويلية الأولمبي في ساعة مبكرة من يوم الأحد. ''الفلومبو''.. ملكية خاصة للحراش كزويت صاحب ال50 سنة بدا مقتنعا بأن المقابلة قبل أن تلعب فوق المستطيل الأخضر، ستلعب أيضا في المدرجات، وهو ما يعني، حسبه، الظفر بأكبر عدد من التذاكر اليوم وغدا على هامش عملية بيع التذاكر بأكشاك المركب الأولمبي محمد بوضياف ''حتى نتفوّق عدديا على أنصار شبيبة القبائل يوم المقابلة''، على حد تعبير كزويت الذي أضاف '' تأكدوا من أن مدرجات المقابلة للمنصة الشرفية (فلومبو) ستكون ملكية خاصة للحراش، شأنها شأن بقية مدرجات الملعب''. التحضير للنهائي الثالث، حسب عدد كبير من أنصار اتحاد الحراش، الذين التقيناهم، خلال جولتنا في معاقل ''الصفراء'' في أحياء المحمدية، بلفور، بيلام، لاغلاسيار، باش جراح، ديسولي، لافايونس، ليدين... لا يقتصر على الحضور الجسدي، بل علمنا أن لجنة أنصار الفريق التي يرأسها بوعلام زيتوني، قد أعطت تعليمات، بضرورة ارتداء كل مناصر حراشي لقميص أصفر وقبعة صفراء وسوداء، ''حتى يتشجّع رفاق جغبالة فوق الميدان، عندما يرون المدرجات كلها صفراء وسوداء''، على حد تعبير المناصر رشيد حنون الذي بدا هو الآخر متيقنا خلال حديثه معنا أن الكأس ستكون من نصيب فريقه. الامتثال للتعليمة مهما كلف ذلك من ثمن هذه التعليمة، سمحت للعديد من الشباب القاطن في البلديات التابعة ''كرويا'' لنادي اتحاد الحراش من الاستثمار في عملية بيع الأقمصة التي تحمل أسماء لاعبي الفريق والقبعات وكذا الرايات، بأثمان تبدو في متناول الأنصار، بدليل أن كل السلع المعروضة بدأت تنفد في السوق، رغم أن القميص الواحد يباع ب500 دج، القبعة ب 350 دج والرايات كل حسب الطول والعرض. والظاهر أن الساحة المركزية لبلدية الحراش هي التي أخذت النصيب الأكبر في هذه العملية، حيث تحولت مباشرة بعد وصول تشكيلة بوعلام شارف إلى نصف نهائي الكأس، إلى سوق كبيرة للأقمصة والقبعات والرايات، إلى درجة أن حركة المرور بهذه الساحة شلّت عن آخرها، بسبب توافد أعداد هائلة من الأنصار من مختلف البلديات المجاورة، وحتى الولايات من أمثال البويرة والمسيلة وحتى بوسعادة، إلى هذه الساحة على أمل اقتناء علامة من علامات الفريق الحراشي. سيناريو 87 سيتكرّر في 2011 اللافت للانتباه، وخلال جولتنا في معاقل ''الصفراء''، أن الفرحة تغمر الجميع بوصول الاتحاد إلى النهائي للمرة الثالثة. وهو ما حول تلك المعاقل التي يجوبها الأنصار على الأقدام وبسياراتهم في مواكب كبيرة، إلى قاعات كبيرة للأفراح على الهواء الطلق، يشارك فيها الجميع من أطفال ورجال، وحتى النسوة لم يبخلن بزغاريدهن من شرفات العمارات. وهو ما خلق جوا مميّزا سبق للفريق أن عاشه سنة 1987، حينما توج بالكأس للمرة الثانية بعد سنة 1974، على حساب فريق سكاكين برج منايل بفضل الهدف الذي أمضاه مدان، ''وهي الفرحة التي ستتجدد، إن شاء الله، بعد يوم الأحد''، على حد تعبير المناصر رشيد حنون الذي قال '' كما سبق إن عشناه سنة 1987، سيقيم كل حي من أحياء الحراش حفلا على شرف اللاعبين بعد التتويج بالكأس أمام شبيبة القبائل''. ''الحراشيون'' مقتنعون بأنه ''لا ثانية دون ثالثة'' بركة ''سيف''... ودموع ''عمي اسماعيل شوالي'' لن تذهب سدى بدا العديد من أنصار اتحاد الحراش ممن التقيناهم في معاقل ''الصفراء''، مقتنعون بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيسلم هذه السنة السيدة كأس الجزائر لرفاق بوعلام. وهو ما تبين لنا من خلال حديثنا معهم. غير أن السؤال المطروح من أين استمد هؤلاء هذه الثقة المفرطة في أن الكأس ستكون من نصيبهم؟'' الجواب على هذا السؤال بسيط، حسب علي جعيدي، سمير بدوي، عبد الله زين الدين، أكليل مهدي وعدد كبير من أنصار الاتحاد الحراشي الذين التقيناهم في جولتنا لمعاقل الفريق، حيث ربط الجميع هذه الثقة بما عاشه النادي سنة 1974، حينما توّج لأول مرة بكأس الجزائر على حساب وداد تلمسان، حيث واجه آنذاك الاتحاد في الدور الأول هلال سيف وفاز عليه إثر الاحتكام لعدد الركنيات التي حاز عليها كل فريق خلال المقابلة التي انتهى وقتها الرسمي بنتيجة (2/2). نفس الفريق أي هلال سيف واجهته هذا الموسم تشكيلة بوعلام شارف في الدور الأول وتفوقت عليه بنتيجة (4/1).. بعد نهاية المقابلة كما جاء على لسان المناصر بوعلام بورنان، صرح رئيس هلال سيف لبعض مسؤولي اتحاد الحراش، وأمام مسمع عدد كبير من الأنصار، ''الظاهر أن سيناريو 1974، سيتكرر هذا الموسم، وعليه أدعو الله أن يوفق الحراش للوصول إلى النهائي والتتويج بالكأس.'' هذا التصريح بقي في اذهان العديد من الأنصار الذين ما إن اجتاز فريقهم دورا من منافسة الكأس لهذه السنة، حتى أصبحوا مقتنعين بأن دعاء رئيس سيف سيتجسد على أرض الواقع، والأكثر من هذا قال المناصر رشيد حنون ''فزنا في نهائي 74 أمام وداد تلمسان بنتيجة 1/0 وفزنا في نهائي 87 أمام سكاكين برج منايل بهدف دون رد، وسنفوز على شبيبة القبائل يوم الأحد بنفس النتيجة.'' دعاء المريض مستجاب نقطة أخرى كانت بمثابة مصدر ثقة لأنصار الحراش، وهي أدعية العديد من المناصرين الأوفياء الذين هم حاليا طريحي فراش المرض، كما هو حال الطيب منصوري، بوخيط عكاشة، مصطفى غزالة، بوعزة بوزيد، عبد القادر دامين، نور الدين صحراوي، كرامية جيلالي وعمي اسماعيل شوالي. هذا الأخير الذي تعرض لجلطة دماغية حادة، دقائق معدودات قبل مباراة الدور نصف النهائي التي خاضها الاتحاد بملعب أول نوفمبر بالمحمدية بالحراش أمام وفاق سطيف، وهي الجلطة التي منعته من مشاهدة المقابلة. والأكثر من هذا حرمت ابنه سيد علي الذي كان متواجدا في الملعب آنذاك منذ ساعة مبكرة من رؤية المقابلة.. '' هذا الحدث حز كثيرا في نفس عمي اسماعيل الذي يتواجد حاليا في مصلحة الإنعاش بمستشفى مصطفى باشا، حيث، وبالرغم من صراعه مع المرض، إلا أنه لم يبخل على الصفراء بالدعاء''، على حد تعبير المناصر الوفي رشدي حسين، الذي ختم حديثه معنا ''دموع عمي اسماعيل لن تذهب سدى.'' الوجه الحقيقي لسكان الضفة الشرقية سيظهر يوم الأحد ''يكفينا فخرا الوصول إلى النهائي'' l لم يمنع الحماس الكبير الذي يعيشه أنصار اتحاد الحراش، قبل أقل من 48 ساعة على نهائي الكأس يوم الأحد، أمام شبيبة القبائل، العديد منهم من التنويه بضرورة التحلي بالروح الرياضية في تشجيع الفريق. وهو النداء الذي وجهته لجنة أنصار الفريق إلى كل محبي ''الصفراء'' في مختلف معاقل الفريق. ''سنظهر للجميع أننا متحضرون وسنجعل هذا النهائي عرسا كرويا بأتم معنى الكلمة''.. بهذه العبارة استهل عضو لجنة أنصار اتحاد الحراش، محمد كيزويت، حديثه معنا، حيث قال ''الجميع له نظرة سيئة عن أنصار الحراش، غير أننا سنظهر للجميع الوجه الحقيقي لسكان الضفة الشرقية''، قبل أن يضيف ''سنساند الفريق على الطريقة الألمانية، سنرتدي كلنا يوم الأحد قميصا أصفر وسنشجع رفاق بوعلام من الثانية الأولى من المقابلة إلى آخرها، مهما كانت النتيجة، لأنه يكفينا فخرا الوصول إلى النهائي''. شعار الروح الرياضية لم يمنع أيضا بعض المتعصبين، من القيام بطرائف (لم تخرج عن الحدود) ستبقى عالقة في الأذهان، كما هو الحال بالنسبة للمناصر الوفي لاتحاد الحراش، رشدي حسين، الذي لم يكتف بشراء راية كبيرة بسعر باهض، رغم أجرته الزهيدة، بل منع زوج شقيقته من الدخول إلى البيت، بحجة أنه مناصر لشبيبة القبائل. وهو الموقف الذي أثار استغراب الجميع إلى درجة أن الأب تدخل بحكمة بعد أن توترت الأعصاب مشترطا على الخاسر بعد نهاية المقابلة التكفل بمصاريف العشاء في موعد يجمع كامل أفراد العائلة.