اكتظت قاعة جلسات محكمة مستغانم، أمس، بمساندي دليلة توات، البطالة، الحاصلة على ماجستير في الفيزياء والمتابعة بتهمة التحريض وتوزيع منشورات دون تصريح مسبق، وهي قضية استقطبت اهتمام المقرر الأممي، فرانك لاري، الذي صرح بأنه يتابع الملف شخصيا. وخاطبت رئيسة الجلسة دليلة وهي تبكي قبل صدور الحكم قائلة لها: ''لا تبكي واعتزي وافتخري بأنك جزائرية والمحكمة أقرت ببراءتك''، وسط فرحة عارمة. كان كل شيء يوحي، منذ البداية، بأن محاكمة دليلة توات حدث غير عادي، وأن القضية أخذت صبغة وطنية، بدليل عشرات الوافدين من مختلف ولايات الوطن للمساندة كممثل العروش بلعيد عبريكة ومحامين من العاصمة يتقدمهم رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الأستاذ بوشاشي، الذي ارتدى عباءته للدفاع عن المتهمة، بالإضافة إلى نشطاء في تنسيقية التغيير بوهران. وكانت مرافعة بوشاشي محاكمة مباشرة للنظام وللإدارة وللسياسيين: ''وكيف تدار الجزائر بمكيالين ووجود طبقة الجزائريين الذين هم في مأوى من المتابعات القضائية وجزائر الرعايا الذين رقابهم تحت طائلة القانون كلما تحركوا ولو بطرق حضارية وسلمية، كما فعلت موكلته التي تقف أمام المحكمة بتهمة التحريض''. وبعد استماع القاضية لأقوال المتهمة من خلال جملة من الأسئلة الدقيقة والمحددة، التي ردت من خلالها المتهمة بأنها لم تقم ''بجرم يعاقب عليه القانون ولم أدعو إلى التجمهر ولا للتحريض ولا لتوزيع منشورات''، أوضحت للقاضية أنها تنتمي إلى جمعية وطنية تهتم بمعاناة الشباب البطال وأنها منذ 8 سنوات وهي تسعى وراء منصب شغل، ووجدت في الجمعية ملجأ لتحقيق أملها في التوظيف وهي حاملة شهادة ماجستير في الفيزياء وتعاني من فقر مدقع. من جهته، التمس ممثل النيابة العامة تغريمها ب20 ألف دينار بداعي ''أن المتهمة لا تعي مدى خطورة تصرفها على الجزائر''. وانصبت مرافعات الدفاع كلها في اتجاه طلب إسقاط تهمة التحريض وتوزيع منشورات مع طلب البراءة لموكلتهم.