اعتبر العازف الأفغاني، خالد أرمن، أن للثقافة دورا كبيرا في تغيير صورة الدول في العالم، والجزائر خاضت كفاحا حقيقيا في هذا الجانب. مضيفا، في لقاء مع ''الخبر'' في ثاني ليلة من ليالي المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة بتلمسان: ''لو أن أفغانستان تنجح في تنظيم مهرجانات وملتقيات مثل الجزائر، لتغيّر وضعها ولتغيّرت الصورة النمطية التي صنعها عنها الإعلام الغربي منذ ثلاثة عقود''. كيف ترون تفاعل الجمهور معكم؟ - أولا، أريد أن أقول إنني استمتعت بطريقة تفاعل الجمهور التلمساني لما قدمت من إيقاعات على آلة الرباب، وهو دليل على أنهم فهموا لغة الموسيقى التي أديت، وتفاعلهم بالتصفيق لم يقلقني إطلاقا. وقد لاحظتم أنني عزفت نوبات قريبة لما يعرف عندكم في شمال إفريقيا بالبياتي، برفقة الفرقة الإيرانية، رغم أن تحضير تلك المقاطع لم يدم أكثر من نصف ساعة عند التقائنا بالفندق، وكانت مغامرة نجحنا فيها، والسبب هو تقارب الأنماط والطابع الموسيقي في إيرانوأفغانستان المتجاورتين. يبدو أن هناك قصة تجمعك مع هذا الرباب الذي لا يفارقك؟ - هذا الرّباب أفغاني مصنوع من خشب محلي، وتستعمله كل أطياف الموسيقى العتيقة بأفغانستان، من الأوزبيك إلى لتاجيك والأشتن، ولكل منطقة موسيقاها التي تميزها. واشتغالي على هذه الآلة مكّنني من تصنيع رباب بمقاييس وحبال وأوتار خاصة بخالد أرمن. ما رأيكم في فعاليات تظاهرة تلمسان؟ - ما قامت به الجزائر منذ عشرية مضت كفاح حقيقي من الجانب الثقافي والإعلامي، جعل صورتها تتغير لدى الكثيرين في جهات عدة من العالم. وأنا أزور الجزائر للمرة الثالثة، وفي كل مرة ودون مجاملة، أرى أن الأمور تسير نحو الأحسن، وشاهدت الإقبال الكبير للجماهير على الأنشطة الثقافية. مثلما لاحظتم في حفلة الافتتاح، كانت القاعة ممتلئة، وكان الناس فرحين، وهذا شيء رائع. ماذا عن الواقع الثقافي في بلدكم أفغانستان؟ - رسالتي، شخصيا، هي محاولة إعطاء صورة مغايرة عما ألفه الرأي العام العالمي حول بلادي، منذ الغزو الروسي إلى باقي المراحل التي تعرفون. أريد أن يرى العالم الوجه الآخر للإنسان الأفغاني. وأظن لو أن أفغانستان تنجح في تنظيم مهرجانات وملتقيات مثل التي تنظمها الجزائر، لتغيّر وضعها ولتغيّرت الصورة النمطية التي صنعها عنها الإعلام الغربي منذ ثلاثة عقود. هل يمكن أن يتعرّف قراء ''الخبر'' على شخصكم؟ - خالد أرمن عازف أفغاني تكوّن على آلة الطبلة، على يد الأستاذ غلان نابي بكابل، وتعلّم العزف على القيثارة، على يد والده، قبل أن يتنقل إلى براغ بأوروبا الشرقية، أين درس الموسيقى وتحصل سنة 1986 على الجائزة الأولى للقيثارة في مسابقة دولية لإذاعة فرنسا بباريس. ومن يومها وأنا أتجول مشاركا في المهرجانات الموسيقية الدولية الخاصة بالموسيقى العتيقة.