سينطلق اليوم الأربعاء أول مهرجان للموسيقى الأندلسية و القديمة العتيقة الدولية من أصل 10 مهرجانات مبرمجة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية . هذه الافتتاحية الفنية الموسيقية ستحضر فيها 9 دول للمشاركة في الحدث الجامع و يتعلق الحال بثلاثي طرب الايران و راناجيت و شيرين سنغوبتا من الهند و خالد أرمن من أفغانستان الى جانب فرقة سوسة للمالوف بتونس و فرقة اورينينا للموسيقى العربية السورية و كذا شباب الأندلس المغربية مع حضور مين كيسيافن من الصين و بيدرو جويا و ريكاردو البرتغاليين أضف لهم لاديسبر سيون الاسبانية و التي ستقودهم كل من الجوق الجهوي لتلمسان و المغاربي و ستنظم الحفلات الموسيقية بدار الثقافة بمنطقة امامة بمدينة تلمسان بدءا من ال27أفريل الى حدود يوم السادس من شهر ماي القادم و تهدف ذات الدعوة الجماعية الدولية للمهرجان المعني الى لم شمل الموسيقيين المغاربة في كنف الجوق المغاربي للموسيقى الأندلسية و تقاسم الساحة الفنية بالطرب النقي و خلق فضاء معرفي و ثراتي متبادل من الجهة الفنية لا سيما و أن المهرجان سيجري وفق روح الجد الفني بالعمل على إظهار الثروة الموسيقية العالمية لمجمع الحضارات و سيؤدي المهرجان الى ادراج التوجه الرامي للتبادل الفكري الفني و اثراء الموسيقى الصادقة و العميقة المسماة بالنوبة و هذا بفعل التجربة التي خاضها الجوق الوطني الجزائري للموسيقى الأندلسية بمبادرة و قيادة رشيد قرباص التي تعمل على الابتعاد عن العقائدية و مرجعية النموذج الأوحد حيث يحاول بقيام المهرجان الجوق المغاربي تبيان الجسور الطبيعية بين مختلف المواريث الموسيقية المغاربية متجاوزا المدارس المتنوعة بتآلف الرؤى و التعرف على الطبوع و المقامات و نذكر على سبيل المثل أسماء بعض الفرق التي ستضفي جو البهجة و الفرح و تنشيط الجو بعاصمة الزيانيين فرقة طرب ايران الثلاثة الذي تكون بطريقة تقليدية على فن الرديف والذي يعد مجموعة من التراث الموسيقي الايراني و المنظم في سبعة ديستغا و ستعطي الموسيقى الفارسية أهمية كبرى للألحان المرتجلة من قبل الفنانين الثلاثة حسن طبر و كمبيز محيت و مريم جاودمهر ستتحف الفرقة الهندية جمهورنا بتلمسان من طرف شيرين وراناجيت سانغوبتا المعروفة بانتمائها للموسيقى الخيال المتواجدة بشمال الهند و بالعزف على آلة الصارود و هما فنانين بارزين سفيرين للموسيقى الهندية في العالم و للعلم فان شيرين تكونت على يد أساتذة كبار كسوبهرا جيوتي و بانديت ميسرا و التي دعمت برصيد علمي في أكاديمية صانغيت للبحث .أما الطرف الآخر في احياء سهرة المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية و العتيقة سيكون فيها الفنان خالد أرمن من أفغانستان الذي تعلم على آلة الطبلة ثم العزف بآلة القيتارة الكلاسيكية على يد والده قبل أن يلتحق بقسم الستاذ جيري جيرمل بالأكاديمية العليا لبراغ بتشيكوسليفاكيا وتحصل على الجائزة الأولى للمسابقة الدولية للقيتارة لاذاعة باريس بفرنسا وجال عدة أنحاء من العالم الواسع منفردا و عاد الى الموسيقى التقليدية الأفغانية من خلال الرباب و أنشأ هذا الفنان فرقته الخاصة بمعية أبيه كابل التي يقودها حاليا و شارك بها في ألمع المهرجانات و سيتجاوب التلمسانيين لامحالة مع فرقة سوسة التونسية للمالوف التي تقدم الأعمال الأصيلة مراعية اللون التقليدي وقد فرضت الفرقة وجودها بفضل التناسق و توازن النغم الشيء نفسه لفرقة أورينا من حلب التي لها باع باسيا و أوربا و شمال إفريقيا و الولاياتالمتحدة و شاركت في عدة مهرجانات بمدن دمشق و و ليون و طوكيو و باريس و جينيف و نيودلهي كانت لها مشاركة كبيرة في احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2006 و مهرجان المألوف بولاية سكيكدة سنة2007 و سيطرب شباب الأندلس اهالي تلمسان بفن عريق لايزالوا يحافظون عليه منذ ظهورهم في الساحة سنة1987 و الذي ستكون لديهم الفرصة في مد الأواصر بينهم وبين الجوق الوطني الجزائري للموسيقى الأندلسية والعمل مع ابراز الجوق المغاربي و غيرهم من الفنانين الذين داع صيتهم في دول عدة بالإضافة الى فنانين محليين من تلمسان كليلى برصالي و طالب بن دياب و أحباب العربي بن صاري و أوتار تلمسان و سيدي محمد بن ميلود وكذا الجوق الجهوي لتلمسان لياسين حماص و فرق آخرى من وهران و قسنطينة و الجزائر العاصمة في جوقها الذي يترأسه مقداد. ان المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية و العتيقة ستنظم على هامشه تسع محاضرات هامة سيثريها مختصون في المجال نفسه بتطور الصنع و التأليف لجاك سانت ايف و تاريخ الموسيقى لسليم حصار و العيدان مع مر الزمان و العصور لكارل غانزالس و بنية و اشكالية النوبة التونسية و كذلك الغناء في حلب السورية و الشاعرات الأندلسيات ووظائف القطع الآلية في النوبة الجزائرية لرشيد قرباص و ستقام مائدة مستديرة لشرح و مناقشة الموسيقى الهندية .