تعاني أغلب المواقع الأثرية بالناحية الغربية للجزائر، التي تزخر خاصة بالآثار الإسلامية، من حالة إهمال كبير، أدت بالكثير منها إلى الاندثار وتهدد الباقي بالزوال. ورغم المحاولات العديدة لإعادة بعثها عن طريق عمليات الترميم، إلا أنها تبقى مجرد ''بريكولاج'' كما وصفها المختصون، سواء لأنها لا تقام على أسس علمية أو لأنها تتوقف بعد البدء فيها مباشرة. قصر الباي.. مسجدا الباشا وسيدي الهواري وبرج سانتا كروز.. تبقى ورشات توقّف أشغال الترميم يهدّد ذاكرة وهران تعرف عملية ترميم المعالم الأثرية بوهران حالة جمود، بعد توقف الأشغال في جل الورشات، بسبب انسحاب مكتب الدراسات أو انعدام شركات الإنجاز، ناهيك عن العراقيل البيروقراطية. ويتعلق الأمر بمشروع ترميم قصر الباي، مسجدي الباشا والإمام سيدي الهواري وبرج ''سانتا كروز''. يلقى مشروع ترميم قصر الباي، نفس مصير المشاريع السابقة (مسجدا الباشا والإمام سيدي الهواري وبرج ''سانتا كروز'')، بعد أن ألغى الوالي صفقة اختيار مكتب الدراسات (إسباني جزائري) وكلّف مديرية البناء والتعمير بإعادة إجراء مناقصة، من أجل اختيار مكتب دراسات جديد، لإعداد مخطط استعجالي، رغم انتهاء الديوان من اختيار المكتب، بعد سنوات من الانتظار. وسيؤدي هذا الإجراء إلى عودة الأمور إلى نقطة الصفر، خاصة أن الوزير الأول لم يفصل بعد في الخلاف القائم بين وزارة الثقافة ووالي ولاية وهران حول ملف ترميم معلم قصر الباي، كما كشف عن ذلك المكلف بالاتصال لدى الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية محمد بن مدّور في هذا الخصوص ل''الخبر''. لتتواصل معاناة معلم قصر الباي ومختلف أجزائه، خاصّة القصر الأحمر الذي تعرف جدرانه الداخلية انهيار أجزاء كبيرة منها، ما سيصعّب مهمة ترميمها، في حال عدم التعجيل بإجراءات الإنقاذ. نفس حالة الجمود يعاني منها مسجد الباشا الذي توقفت به أشغال الترميم، بعد انسحاب صاحب مكتب الدراسات لأسباب صحية، حسب قوله. ورغم أن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية قد قدّمت هبة بمقدار 90 ألف دولار للشروع في عملية الترميم، إلا أنه ومنذ ذلك الحين بقيت الأمور تراوح مكانها، نظرا لصعوبة القيام بالأشغال بسبب موقع المعلم داخل نسيج عمراني مشكل من بنايات مهددة بالانهيار. كما عرفت عملية ترميم مسجد الإمام سيدي الهواري، تباطؤا في وتيرة الإنجاز، بعد حادث سقوط جزء من سقف المسجد، ولحسن الحظ لم يتسبب في خسائر بشرية. لكن الحادثة كشفت عن عدة نقائص خاصة في قواعد الأمان. كما يواجه معلم برج ''سانتا كروز'' الواقع في أعالي جبل المرجاجو، المطل على مدينة وهران، وضعا مماثلا منذ قرار وزارة الثقافة توقيف أشغال الترميم سنة ,2008 بعد تسجيل عيوب بالجملة في طريقة الإنجاز، ولايزال المعلم ينتظر حلا لمصيره بعد مرور ثلاث سنوات على قرار ترميمه.