إنّ كثيرًا من الصبيان برعوا علمًا وخُلقًا، فهذا يحيى عليه السّلام يقول الله تعالى عنه: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} مريم: .12 يقول ابن كثير القوة هنا هي الحرص والاجتهاد. وممّا يروى في ذلك أنّ بعض أهل العلم سُئِل مسألة فقال: لا أعلمها، فقال أحد تلامذته: أنا أعلم هذه المسألة، فغضب الأستاذ وهمَّ به. فقال له أيّها الأستاذ: لست أعلم من سليمان بن داود، ولو بلغت في العلم ما بلغت، ولست أنا أجهل من الهدهد، وقد قال لسليمان {أحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} النمل: 22، فلم يغضب عليه ولم يعنّفه. ويقول ابن جرير الطبري عن نفسه: ''حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصليتُ بالنّاس وأنا ابن ثمان سنين، وكتبتُ الحديث وأنا ابن تسع سنين''.