حزب الله لن يقف على الهامش إذا سقط النظام السوري كشف الإعلامي التونسي، غسان بن جدو، المستقيل من قناة الجزيرة، أنه تم رصد ميزانية متواضعة قدرها 40 مليون دولار للقناة الجديدة التي سيعود لجمهوره من خلالها، مؤكدا أنها لن تحيد عن مبادئ المهنية، مقاومة الاحتلال، مع دعم الإصلاح دون ممارسة الفتنة، في إشارة ضمنية لأسباب استقالته من إدارة مكتب ''الجزيرة'' في بيروت. قال بن جدو في لقاء له على أمواج إذاعة ''بكل صراحة'' اللبنانية، إنه سيكتفي بدوره كإعلامي في قناة جديدة حدّد خطها التحريري منذ البداية، مؤكدا أنها ستقف ضد التطبيع ولن تستقبل أي سياسي إسرائيلي في برامجها الحوارية، حسبه، وهذا خلافا لقناة ''الجزيرة''. وأوضح الإعلامي التونسي: ''القناة لن تنافس زخم القنوات الفضائية العربية التي أصبحت نسخا متطابقة''، مرحبا في نفس الوقت بكل من يريد الاستثمار في القناة، إذ ستبلغ قيمة السهم الواحد 100 دولار. ولمّح الإعلامي المعروف بموالاته لحزب الله اللبناني، إلى أسباب مغادرته للجزيرة، مركزا في حديثه على أن المهنية ونقل الواقع للمتلقي كما هو دون مزايدة، هما حجر الأساس في القناة التي سيترك للجمهور اختيار عنوانها من خلال صفحته على الفايسبوك، مواصلا: ''استقالتي من الجزيرة جاءت نتيجة تراكمات في الأداء المهني للقناة.. ربما أكون خسرت أهم منبر إعلامي في العالم العربي، لكنني ربحت نفسي''. كما كذّب بن جدو الإشاعات التي تداولتها تقارير إعلامية، والتي أوعزت استقالته من القناة القطرية لفضح تعاونه مع القناة التركية في بيروت، وتوليه إدارتها دون علم إدارة الجزيرة، مؤكدا أن علاقته بالقناة التركية لم تتجاوز ترشيح أسماء إعلامية للعمل فيها، نزولا عند طلب مدير القناة في اسطنبول، ومستشار الرئيس أردوغان، سفر طوران، مضيفا: ''حتى أن ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني هو المسؤول العربي الوحيد الذي حضر حفل افتتاح القناة التركية في اسطنبول''. وفي سياق آخر، سخر المدير السابق لمكتب الجزيرة في بيروت من التحذيرات التي قال إنه تلقاها من جهات لم يحدّدها، نصحته بالحذر في تنقلاته، مضيفا: ''لا أعتقد أن الجزيرة دولة إرهابية، ولا منظمة إرهابية''. من جانب آخر، تحدث بن جدو، لأول مرة، عن منعه من الدخول إلى سوريا منذ سنة 2005 بسبب سياسته في التعاطي مع الأحداث في لبنان، قبل أن يرفع عنه الحظر. وعن الإضرابات التي تشهدها سوريا، قال بن جدو إن ما يحدث ''ليس بثورة''، مضيفا بأنها انحرفت عن مسارها، وهدفها لا يعدو أن يكون تركيع النظام السوري وإسقاطه، مؤكدا أنه يملك تسجيلاً لإحدى الشخصيات في لبنان مع شخصية معارضة سوريّة، يفبركان فيه كيف سيتواصلون مع الفضائيات، وقال إنه سيكشف عنه في حينه. وأردف بن جدو أن أي محاولة لإسقاط النظام السوري سيفجر المنطقة، متسائلا: ''هل حزب الله أو المقاومة في فلسطين أو إيران سيبقون مكتوفي الأيدي إذا سقط النظام في سوريا؟ البعض يتعاطى مع سوريا بإغفال حقيقة أنها استراتيجية كبرى، ومنظومة يسمّيها البعض محور المقاومة. لذا، أي ضغط يستهدف الرئيس السوري سيفجر المنطقة''.