أعلن مدير مكتب بيروت السابق في قناة »الجزيرة« الفضائية غسان بن جدو، عن إطلاق فضائية جديدة سيعلن عنها خلال أسابيع، وكذّب خبر تولي منصب سياسي في تونس عقب استقالته من »الجزيرة« التي ردها إلى انعدام الموضوعية. أكد الإعلامي غسان بن جدو في حوار تلفزيوني لبرنامج للنشر على قناة »الجديد« اللبنانية مع أنه سيطرح القناة للاكتتاب من قبل المستثمرين للمحافظة على استقلالية القناة، ولم يفصح عن الاسم الذي ينوي إطلاقه للقناة الجديدة. وقال في هذا السياق، إن قناته ستكون مفتوحة لكل الكفاءات الإعلامية العربية كما ستكون منبرا لكل أصحاب الوعي السياسي الراقي وأصحاب المهنية من أعلى المستويات ودون أن تكون منافسة لأحد على حد تعبيره، بعدما أوضح أنه يحترم كل القنوات الفضائية. وعن استقالته من قناة الجزيرة القطرية، قال بن جدو في حديثه » أنا لا أريد الحديث عن الجزيرة كقناة لأن لدي أصدقاء كثر فيها، ولن أشهر بها«، مضيفاً بأنه »وقع اتفاق مع القناة بأن لا أكشف أي أسرار عنها«. في هذا السياق، أضاف الإعلامي غسان بن جدو إن استقالته هي استقالة موقف كان مصرا على اتخاذه حتى لو اضطر لفتح مقهى، مضيفا أن ساعة الرحيل من القناة حانت لأن الحياة موقف وربما هي وقفة عز وأنه اختار هذه اللحظة لاتخاذ موقف مقتنع به وهو مرتاح البال والضمير بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن يحصدها سلبا أم إيجابا. واعتبر بن جدو أنه قدم استقالته من القناة في لحظة مفصلية ليس في تاريخ الجزيرة والإعلام العربي فقط بل في تاريخ الأمة العربية وهذه اللحظة التاريخية هي من أصعب وأخطر اللحظات وهو كإعلامي لم يمتهن هذه المهنة من أجل راتب أو وظيفة بل لأنه صاحب مشروع سياسي وأخلاقي وصاحب رسالة وهو يستقيل اليوم لأنه ليس راضيا عن انعدام الموضوعية في القناة«، مؤكداً بأنه لم يخبر أحد باستقالته سوى زوجته، ولم يعرف أحد عن الاستقالة لا من سورية ولا حزب الله. وقال بن جدو إنه ابن الثورة من أجل الحرية والإصلاح وضرب منظومة الفساد في أي بلد ولكنه ليس مستعدا أن يكون شاهد زور ولا ابن جيل الثورة المضادة، مشيرا إلى أنه يقف ضد أي إعلام يمكن أن ينحرف إلى مستوى التحريض والتعبئة والفتنة والنزول بالجانب المهني إلى مستوى غير مقبول وهذا الكلام يتعلق بعدد كبير من وسائل الإعلام لكنه لا يريد أن يشير إلى وسيلة إعلام بعينها بل يكتفي بما نشر في صحيفة السفير. ونفى بن جدو وجود أي ملف له في قناة الجزيرة يخجل منه ويمنعه من الحديث عنها وعن علاقته معها، مؤكدا أنه طوال سنوات عمره ومهنته يفخر بعمله وبما قام به وقدمه وقال إن السنوات الأخيرة شهدت استقالة عدد من الإعلاميين الذين يعتبرون من الوجوه البارزة والبعض منهم تحدث بشكل اعتبرته إدارة القناة أنه أساء إليها ولكن خلال الفترة الأخيرة بدأت عادة بأن كل شخص يستقيل يوقع على تعهد بكتم جميع أسرار القناة وهذا ليس شأن الجزيرة فقط بل شأن عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية الكبرى التي عندما يستقيل شخص منها تطالبه بأن يكتم أسرارها. وأضاف بن جدو »أنا استقلت بإرادتي .. وكانت علاقاتي مع الإدارة وزملائي في القناة جديدة، وحتى خصومي اتصلوا بي وقالوا لي إنه عمل محترم«، مضيفا أنا لا أستطيع أن أكون شاهد زور وأنا ضد التحريض والفتنة في الإعلام أينما كان. وأشار بن جدو إلى أنه يعتزم إقامة مقاهي في الضاحية الجنوبية لأنه مدينة يعتز بها ولأنها واحدة من المدن التي ناضلت ضد إسرائيل، فهي كمدينة غزة وهيروشيما، مضيفاً بأنه يريد أن يبدأ أول مشروع استثماري في حياته في الضاحية، مشيرا إلى أنها ستحمل اسما تونسيا، إلا أنه أكد أنه لن يترك العمل في مجال الإعلام. وعن الخبر الذي أشيع بأنه عُرض عليه منصب وزارة الإعلام في تونس، أكد بن جدو أن الخبر عار عن الصحة، مشيراً بأن طموحه أكبر من وزير، قائلا »حتى لو عرض علي هذا المنصب فأنا لن أرضى به لأنها ستكون انتهازية مني واستغلال لشهرتي«، مضيفا ستكون عودتي كمواطن عادي.