سقط ما لا يقل عن خمسة قتلى أمس بحمص شمال دمشق، بنيران قوات الأمن السوري، حسب مناضلي حقوق الإنسان. كما جرح عدد من المتظاهرين، من بينهم الذين أصيبوا بجروح خطيرة، يضيف المصدر. واعتقل الأمن السوري المواطنين بالعشرات، في مداهمات ليلية للبيوت. وتم اعتقال أحد الوجوه البارزة للمعارضة بدمشق، ويتعلق الأمر برياض سيف، 64 سنة، الذي وقع ''نداء دمشق'' مع عشرة مناضلين آخرين طالبوا بتغيير الحكم في سوريا. وكان سيف قد اعتقل في 2008 وسجن لسنتين بعدما وجه دعوة لتطبيق الديمقراطية في بلاده، كما حكم عليه بخمسة سنوات سجنا في 2001 بتهمة ''تغيير الدستور بطريقة غير شرعية''. وشهدت العاصمة دمشق خروج الدبابات للتصدي للمتظاهرين الذين استجابوا لنداء ''جمعة الغضب''. ودعت قوى الأمن بمكبرات الصوت المواطنين التوجه إلى مراكز الشرطة لتفادي اعتقالهم ومداهمتهم. وسجل أيضا إطلاق النار في بلدة التل قرب دمشق، وشوهدت دبابات في حي برزة، وخرج الأكراد في مظاهرات بشمال البلاد، في مدينة العامودا قرب القامشلي بمحافظة الحسكة، وهتفوا بشعار ''واحد.. واحد.. الشعب السوري واحد''، وطالبوا بالحرية السياسية. وفي درعا، المدينة التي صمدت لأكثر من شهر ضد حصار الجيش، نقل شهود عيان مشاهد الحصار المتواصل على المدينة، بينما خرج السكان في القرى المجاورة، قرب الحدود مع الأردن، مطالبين برفع الحصار عن درعا. وشوهدت الدبابات في المدينة رغم أن السلطات المركزية أعلنت عن الانسحاب منها. وامتدت مظاهرات ''جمعة التحدي'' إلى وسط سوريا وفي المدن الساحلية، فيما تمركزت الدبابات في حمص وبانياس والرستن ودوما وبلدة طل في شمال العاصمة دمشق. ويقول نشطاء حقوقيون إن الجيش وقوات الأمن ومسلحين موالين للأسد قتلوا 560 مدني على الأقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي انفجرت قبل سبعة أسابيع، وقالوا إن الآلاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب بينهم شيوخ ونساء وأطفال. وتميزت ''جمعة التحدي'' أمس بانتشار واسع لبقعة الاحتجاج التي كانت محصورة في مدن قليلة. ذلك ما يجعل نظام الأسد الابن يواجه أشد وأخطر احتجاج شعبي، وقد استفاد من فترة سماح دامت 11 سنة.