أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، أن السلطة ''مازالت تصر على انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام كمبدأ منتهج منذ الاستقلال إلى غاية اليوم في تعاملها مع الشعب الجزائري''. وذكر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية في ندوة صحفية نشطها أمس في المسيلة بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لحزبه على مستوى الولاية، أنه يرفض المشاركة فيما أسماه ''دعوة للحوار عبر الهاتف''. مشيرا إلى أن السلطة تحاول لعب دور التباكي على حال الشعب في الوقت الذي هي تضحك عليه''. وأوضح تواتي أن السلطة ''هي نفسها التي ظلت تجتر نفسها عبر حوارات عديدة مضت، وظلت أيضا تجتر الفشل الذي أضحى بمثابة علامة جزائرية مسجلة في كل مناحي الحياة''، مضيفا أنه يمكن القول إن السلطة ''هي الآن بصدد فتح حوار مع نفسها، وأن ما تقوم به هذه الأيام من دعوة كل من هب ودب تحت مسميات عدة يدخل ضمن تخوف الجبهة الوطنية من سعي السلطة لتدجين المعارضة الحقيقية ومحاولة خنق صوتها وسط صخب الأصوات الأخرى''. وقال تواتي ''نحن نطالب بتكريس مبدأ الاحترافية السياسية، والخروج من الغرف المغلقة واعتماد حوار شفاف ينبذ العودة إلى الخيارات التي انتهى إليها حوار 1994 والذي أفضى إلى مزيد من تكريس ديمقراطية الواجهة''. ويرى تواتي أن تعديل الدستور لن ينهي الأزمة، وأضاف ''لقد غيرنا الدستور ست مرات، فهل أدى ذلك إلى خروج الجزائر من أزماتها الحالية؟ نحن وقبل أن نقوم بأي خطوة علينا إشراك الشعب، لا بد أن نتعلم كيف نستفتي الشعب بوصفه صاحب السيادة والسلطة الحقيقية''. واقترح تواتي ندوة وطنية تعمل، حسبه، على تحديد هوية النظام ''إذ لا نعرف هل نحن بصدد تطبيق نظام برلماني أم رئاسي؟ وهل نحن بين هذا وذاك؟''. كما حذر موسى تواتي السلطة من ''مغبة استغفال الشعب عبر مشاورات فاشلة لا محالة، معتبرا أنه إذا كانت هذه الأخيرة قد استطاعت الحصول كل مرة على طوق النجاة، فالأكيد أنها سوف تفشل هذه المرة لا لشيء إلا لأن الأمر هنا يتعلق بالأجيال الجديدة ''أجيال فيسبوكية''. ويعتقد تواتي بأن قرار السلطة فتح باب المشاورات حول الدستور وما تلاه من قوانين أخرى، ''ليس من باب الاستجابة لمتطلبات الشعب الجزائري وتطلعاته، بقدر ما هو محاولة لامتصاص الغضب الشعبي وخوفا من انتقادات الخارج''.