أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية "موسى تواتي" أمس أن قضية استقلال الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي هي قضية الشعب الجزائري الذي يعتبرها مبدأ وطنيا وقضية "جزائرية-جزائرية" كونه عاش سابقا ويلات الاستعمار وكافح هو الأخر لاستقلاله. وطالب "تواتي" خلال ندوة صحفية بمقر الحزب، الحكومة بنقل دعم استقلال الصحراء الغربية من السلطات إلى الشعب والمواطنين وإشراكهم لخلق هبة مساندة على أوسع نطاق. كما عبر تواتي عن يقينه أن هاته المسألة ستحل قريبا وستحظى الصحراء الغربية باستقلالها بعد حوالي العام ونصف حسب تقديره، وهذا راجع إلى المؤشرات التي توحي بقروب الانفراج، بعد أن تحرك الاتحاد الأوربي وعددا من الأحزاب والهيئات في القارة العجوز إضافة إلى الدعم المتواصل من الاتحاد الإفريقي ودول أمريكا اللاتينية، ما سيضع المغرب أمام حتمية وواقع منح استقلال الصحراء الغربية. وأضاف تواتي أن الاتحاد الأوربي والدول المنضوية تحته أصبحت واعية بضرورة التعامل اقتصاديا مع الطرف الشرعي الممثل للصحراء الغربية وليس مع الاحتلال المغربي. من جهة أخرى طالب "تواتي" الشعب الفلسطيني بضرورة الاعتماد على نفسه لاسترجاع استقلاله هو الأخر ولا ينتظر مساعدة الغير وتضامن الشعوب والحكومات الأخرى، موضحا أن هذا الوضع لن يأتي بنتيجة وعلى الفلسطينيين أن يقتدوا بثورة الشعب الجزائري الذي لم يبحث عن المساعدات والدعم ليقابل الاستعمار الغاشم بصدور عارية ويسترد حريته وسيادته. من جانب أخر أبدى "موسى تواتي" تخوفه مما قد ستؤول إليه الخطوط الجوية الجزائرية بعد أن تلقت إنذارا آخر بعدم السماح لأسطولها بالتحليق في الفضاء الأوربي إن لم يتم تجديد عتادها، ومعبرا كذلك عن استغرابه من عدم تحرك المسؤولين ولجوء بعض المستثمرين إلى الاستثمار في شركة جوية أجنبية مفلسة عوض دعم الجوية الجزائرية، وأضاف رئيس الجبهة الوطنية انه متخوف من إفلاس هاته الأخيرة و خصخصتها ما قد يترتب عن ذلك من تكرار لقضية "خليفة" أخرى. و أوضح تواتي أن دورة المجلس الوطني للحزب ستنعقد يومي 30 و 31 ديسمبر الجاري و أضاف أن دورة المجلس الوطني ستتمخض عنها أيضا إعادة النظر في الجانب التنظيمي القاعدي ثم الشروع في انعقاد الجمعيات العامة الولائية من أجل تجديد المكاتب الولائية للحزب. و أكد تواتي أن حزبه قام بتنظيم عدة زيارات مست 36 ولاية التقى من خلالها بمناضليه مشيرا إلى أن الجبهة الوطنية "حزب فتي إلا أنه في أحسن حال والدليل على ذلك أنها الحزب الوحيد الذي ينافس حاليا أحزاب التحالف الرئاسي". و اعتبر أن الجبهة الوطنية الجزائرية "ستكون المعادلة رقم واحد على الصعيد السياسي سنة 2012" مضيفا أن الحزب "في تنامي" و يأخذ "منحى تصاعديا" حيث يضم 2000 منتخب منضوي تحت لوائه و بخصوص قانون المالية لسنة 2011 التي تمت المصادقة عليه مؤخرا من قبل غرفتي البرلمان أكد السيد تواتي أن رفض الجبهة الوطنية المصادقة على هذا القانون "يعود لعدم تحديد أهداف كل ميزانية موجهة لكل قطاع على غرار قطاع التربية الوطنية و كذا قطاع النقل و الأشغال العمومية. و أضاف أنه "كان من المفروض على المجلس الشعبي الوطني أن يقدم توضيحات حول الميزانيات السابقة و عما حققه كل قطاع قبل أن تتم المصادقة على الميزانية الجديدة" مشيرا إلى أنه "من حق البرلمان إنشاء مؤسسات رقابة للنظر في صرف المال العام الذي يصادق عليه. ورفض رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية الرد على سؤال يتعلق ب"أزمة جبهة التحرير الوطني" قائلا "لا نتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين".