دفع رجل أعمال جزائري مبلغ 5,2 مليون دولار، أي 22 مليار سنتيم، لمحتال ادّعى أنه ينتمي للأسرة الحاكمة في أبو ظبي، مقابل شقق سكنية في إمارتي الشارقة ودبي بوثائق مزوّرة. وقع رجال أعمال جزائريون يتعاملون في نشاطات تجارية دولية في دبي، ضحية لعصابة محتالين تضم أشخاصا من جنسية إماراتية ومصريين. وتتلخص طريقة الاحتيال في ادّعاء شخص، إماراتي الجنسية على الأرجح، بأنه أمير من أصهار الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، ويقدم عروض شراء شقق سكنية في دبي والشارقة بأسعار مغرية لضحاياه، ثم تبيّن بأن الشقق مؤجرة مفروشة وأن وثائقها مزوّرة. كشف رجل أعمال جزائري عائد من دبي يدعى ''بشير. ب''، بأنه وقع مع عدد من التجار الجزائريين العاملين في دبي، ضحية لشبكة محتالين في إمارة دبي، ادّعى أحد أفرادها أنه من الأسرة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبو ظبي، حيث باعت العصابة التي ضمت أيضا مصريين وجزائريا، لتاجرين جزائريين، على الأقل، شققا سكنية وهمية ومكتبا في أبراج وعمارات في منطقة جميرة فيلاج وليكس. وقال بشير، وهو مقاول سابق وتاجر يتعامل مع شركات صينية تورّد أجهزة إلكترونية، إنه قدم مبلغ 5,2 مليون دولار، أي 22 مليار سنتيم، على دفعتين للسكرتير الشخصي للأمير عبد الوهاب، الذي ادّعى بأنه من أصهار أسرة آل نهيان، قائلا إنه كان يركب سيارات فارهة وأقام لفترة ما في برج دبي، كما أحاط نفسه بمجموعة من الخدم وحارس شخصي من جنسية مصرية، ويبدو أن الجميع كان ضمن عصابة المحتالين الدولية. ويضيف بشير قائلا: ''خلال اتصالاتي مع المدعو عبد الوهاب الذي اختفى تماما منذ أربعة أشهر، لاحظت أن تاجرا مستوردا من العاصمة كان يحاول شراء شقة سكنية منه في منطقة الشارقة، واعتقد بأنه وقع هو الآخر ضحية''. ويضيف الضحية بمرارة أنه لم يكن الأول الذي تعرّض للنصب من قبل هذه المجموعة التي تضم مواطنين من دولتي الإمارات ومصر، وتستغل فرع اسم شركة عقارات كبرى في تعاملاتها، لكنه يعترف، بعد فوات الأوان، أن سبب وقوعه في فخ المحتالين هو طمعه في الحصول على إقامة في دبي مقابل ثمن أقل من الثمن الحقيقي، حيث يصل ثمن شقة من 3 غرف هناك، حسب المتحدث، إلى 3 ملايين دولار، بينما طمعه هو في الحصول على شقتين مقابل أقل من 5,2 مليون دولار أوقعه في هذا المأزق. وأودع الضحية شكوى لدى شرطة دبي في شهر فيفري الماضي، لكنه يئس من استعادة أمواله بعدما سمع عن احتيال رعايا قطريين وسعوديين وإماراتيين ونصبهم على الكثير من التجار من الجزائر. وكشف محدثنا عن جزائري ثان من مدينة قسنطينة وقع هو أيضا ضحية لمحتال ادّعى أنه من أقارب حاكم قطر، حيث جرّده من مبلغ مليون أورو مقابل ادّعائه بأنه سيوفر له أراضي بناء في العاصمة القطرية الدوحة. وفي النهاية، أصيب الضحية تحت تأثير الصدمة بجلطة دماغية وشلل نصفي. يقول بشير ''لا يجب أن يعتقد أحد بأن الأمر يتعلق بأشخاص سذج وقعوا ضحية عملية احتيال بسيطة، بل كان المحتالون بارعين في أداء دور الأمير، ونحن نعرف الأمراء جيدا وطريقة عيشهم''.